عشية اللقاء الأوّل الذي سيجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت منذ تعليق المفاوضات بسبب الاجتياح الإسرائيلي لغزة، صعّد أبو مازن نبرته الخطابية، معلناً رفضه «التوصّل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بأي ثمن».وأعلن عباس، خلال استقباله الأعضاء المنتخبين لإقليمي القدس وبيت لحم في مقرّ الرئاسة في رام اللّه أمس، أنه «لن يتوصّل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بأي ثمن»، موضحاً: «نحن نتفاوض بجدية، وحريصون على الوصول إلى حلّ لكل قضايا الحل النهائي، إلّا أن الحلّ لن يكون بأي ثمن».
واستبق رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لقاء أولمرت وعباس، بالقول إن الأخير سيبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «إسرائيل لم تنفِّذ سطراً واحداً من التزاماتها في خريطة الطريق، إذا لم توقف الاستيطان، ولم تطلق سراح المعتقلين، ولم ترفع الحواجز».
وأضاف عريقات أن عباس وأولمرت سيبحثان أيضاً سلسلة من القضايا أبرزها «التهدئة، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ومراجعة ما وصلت إليه عملية السلام في ما يتعلق بقضايا الوضع النهائي».
في هذا الوقت، أعلن مسؤولون أميركيون وأوروبيون أن عملية نشر للقوات في مدينة جنين ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة، من خلال استخدام الأعضاء الحاليين في قوة الأمن الوطني التابعة لعباس والشرطة. وبذلك، ستكون جنين اختباراً حقيقياً لقدرة عباس على كبح جماح المقاومين، في مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقيام دولة فلسطينية.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن واشنطن تريد ألّا يقتصر انتشار القوات في جنين على محاربة الانفلات الأمني، بل امتداده إلى «ملاحقة المنظمات الإرهابية هناك». وذكر المسؤول الأميركي أنه «لم يتضح بعد عدد أفراد قوات عباس الذين سيشاركون في عملية الانتشار المبدئية»، مشيراً إلى إرسال 300 فرد إلى نابلس في تشرين الثاني الماضي باعتبارهم «نموذجاً جيداً».
(رويترز، أ ف ب)