باريس ــ بسام الطيارةشهدت شوارع باريس، أمس، سباقاً ماراتونياً بامتياز، بين العدّائين الذين حملوا الشعلة الأولمبية وآلاف المتظاهرين المؤيّدين للصين والمعارضين لها، بعدما أجبر الأخيرون المنظّمين على التوقف أكثر من ثلاث مرّات، ووضع الشعلة للاستراحة في حافلة لم تمنع الجماهير من محاولة إطفائها. في بداية السباق، حاول الناشط في حزب «الخضر»، سيلفاين غاريل، إسقاط الشعلة من يد بطل العالم السابق لقفز الحواجز، ستيفان دياغانا، هاتفاً «الحرية للصين»، متسائلاً: «كيف أنّ الألعاب تحصل في أكبر السجون العالمية»، لكنّه فشل وتابعت الشعلة رحلتها.
بعد قليل، اعترض المتظاهرون الذين يحملون أعلام التيبت مسيرة حامل الشعلة بالقرب من نهر السين، عندها وضعت الشرطة الشعلة في الحافلة، لتنقلها رياضية على كرسي متحرّك وتعبر بها نفق مرور، حينها أُوقف الموكب مجدّداً من جانب ناشطين تيبتيين، لتُعاد الشعلة مجدّداً إلى الحافلة.
وبعدما وصلت الشعلة إلى متحف اللوفر، ورغم الوجود الأمني الكثيف، تمكّن اثنان من المتظاهرين من الوصول إليها، محاولين إطفاءها قبل أن تقوم الشرطة بإبعادهما، فيما حاول آخر رمي الشعلة بالمياه كي يطفئها، إلاّ أنّه فشل.
وأمام مبنى الجمعية الوطنية في باريس، حيث وصلت الشعلة ووضعت داخل الحافلة أيضاً، تجمهر المتظاهرون، وقُطعت جلسة البرلمان وهتف بعض النوّاب «الحرية للتيبت»، ورُشقت الحافلة التي تحمل رياضيين فرنسيين بالبيض. وألغى المنظّمون محطة للتوقف في السيتي هول بعدما احتشد مؤيدّون للجانب التيبتي وآخرون
للصين.
وجرّاء الخراب الذي خلّفه المتظاهرون المؤيّدون للتيبت والمعارضون للصين، تسلّم عناصر الشرطة الفرنسية، الذين تجاوزوا ثلاثة آلاف، الشعلة من العدّاء الرياضي الذي كان يحملها، ووضعوها في الحافلة لوضع الترتيبات النهائية لاستكمال رحلة حامل الشعلة، التي بقي منها خمسة أمتار.
وفي النهاية، اشتبك حفنة من المتظاهرين الفرنسيين المؤيّدين للتيبت مع آخرين مؤيّدين للحكومة الصينية، وتدخّلت الشرطة واعتقلت أكثر من 28 شخصاً.
وتعليقاً على الحوادث التي رافقت انتقال الشعلة، قالت المتحدثة باسم اللجنة الأولمبية، جيسيل دايفيس، «نحترم حق الشعب بالتظاهر سلمياً، لكن هناك حقاً موازياً للشعلة أن تمرّ بسلام وللعدّائين أن يشاركوا في المسيرة».