بول الأشقرقررت فرنسا، أمس، إنهاء عمل بعثها الإنسانية في كولومبيا، وأمرت بعودة الطائرة التي كانت قد أرسلتها لمعاينة الرهينة إنغريد بيتانكور، بعد صدور بيان من سكريتاريا منظمة «الفارك» رأى أن البعثة الفرنسية «غير مقبولة للأسباب نفسها التي جعلتنا نرفض مبادرة شبيهة من الصليب الأحمر الدولي، قبل شهرين ونصف، وخصوصاً عندما لم تكن المبادرة نتيجة توافق مسبق».
وقالت «الفارك» إن الرئيس ألفارو «أوريبي كان المخطط والمنفّذ لاغتيال القيادي في المنظمة راوول ريّس، ما أدى إلى اغتيال فرصة التبادل الإنساني». وختم البيان بالقول إن إنغريد بيتانكور والجنود المعتقلين وأيضاً مقاتلي الفارك «كانوا سيستعيدون حريتهم اليوم لو باشر أوريبي منذ شهرين تجريد المنطقتين من السلاح، ما كان مثّل انتصاراً للجميع».
من جهة أخرى، تتعمق يوماً بعد يوم في الكونغرس الكولومبي فضيحة «البارا ــ بوليتيكا»، أي العلاقات المشبوهة بين «الباراميليتاريس» والسياسيين. وتخطّى أمس عدد أعضاء الكونغرس، الذين تقاضيهم السلطة، نسبة عشرين في المئة من مجمل أعضاء المجلس، ليصل إلى 53 نائباً وشيخاً، منهم 29 في المعتقل. وأخذ يثير هذا الواقع تساؤلات عن «شرعية» هذا الكونغرس الذي انتُخبت هذه النسبة منه بضغط من «الباراميليتاريس»، وهي عصابة يمينية مجرمة متورطة في مجازر وتهريب المخدرات، من خلال منع ترشّح منافسين لهم أو من خلال إجبار الناخبين على الاقتراع لهؤلاء «المحظوظين».
وفيما يطالب عدد من السياسيين بحل المجلس وإجراء انتخابات مبكرة، عارض أوريبي الاقتراح باعتباره «قفزة في المجهول». ويذكر أن الملاحقات تشمل أيضاً العشرات من رؤساء البلديات وحكام المحافظات والعسكريين ورجال الأعمال، ويتوسع مداها كل يوم. وهؤلاء هم بشبه إجماع من حلفاء أوريبي.