بول الأشقروانفجرت الأزمة العسكرية عندما نشرت جريدة «ألكوميرسيو»، خبراً مفاده أن الاستخبارات الإكوادورية تتلقّى سنوياً مساعدة بقيمة 18 مليون دولار من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة (سي آي إيه) لقاء «تبادل معلومات». وأثار الخبر غضب الرئيس كوريا الذي صرّح في اليوم نفسه: «سنقضي على كلّ ذلك، وسنبني استخبارات وطنية، بدلاً من استخبارات مخروقة تخدم سلطات أجنبية تنقل هذه المعلومات لمن يعتدي علينا»، في إشارة إلى التعاون القائم بين الجيشين الأميركي والكولومبي.
ويبدو أن التوتر بين الرئيس الإكوادوري والقيادة العسكرية قائم منذ أن تبلغ كوريا نبأ الغارة الكولومبية من فم نظيره الكولومبي ألفارو أوريبي، إذ عدّها حسب أوساط مقرّبة منه «إهانة وطنية». وعندما استفسر الرئيس اليساري عن تفاصيل الغارة، كشف له مسؤولوه العسكريون عن أنّ الرادارات تعطّلت، ثم بعد التدقيق تبيّن أنها كانت قد سُحبت للصيانة.
ثمّ تعمق الخلاف عندما أقرت بعثة منظمة الدول الأميركية بأنّ المعسكر، حيث اغتيل المسؤول في حركة الثوّار «فارك»، راوول ريّس، أُنشئ على الأراضي الإكوادورية قبل أسبوعين من وقوع الغارة. وفاض الكيل عندما علم كوريا أيضاً بواسطة صحف بلاده، بأنّ الجثة الثانية التي سحبها الجنود الكولومبيون من طريق الخطأ، عندما ظنّوا أنها لقيادي من الـ«فارك»، كانت لمواطن إكوادوري تراقبه الاستخبارات الكولومبيّة منذ خمس سنوات، وهي تعلم أنه متورّط مع الـ«فارك».
نتيجة لكلّ هذه الأخطاء المتتالية، قرّر كوريا إقالة ساندوفال، وعيّن مكانه سكرتيره الخاص بونسي، وهو شاعر وكاتب معروف وناشط في مجال التنمية. يُذكر أنّ كوريا حاول المحافظة على علاقات طيبة مع عسكر بلاده، بانتظار عام 2009، موعد نهاية الاتفاق الذي أجاز للولايات المتحدة إقامة قاعدة «مانتا» العسكرية على الأراضي الأكوادورية.