أعلنت طهران أمس أنّها تشغّل حالياً 492 جهاز طرد مركزي جديداً لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى نحو ثلاثة آلاف جهاز قيد العمل، فيما أفادت تقارير إعلامية بأن صوراً التقطها قمر اصطناعي كشفت عن موقع سرّي تستخدمه لتطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى تصل إلى أوروبا. وقال مصدر إيراني «هناك ثلاث مجموعات، تتألّف كل مجموعة من 164 جهاز طرد تعمل حالياً في مصنع نتانز». وأوضح أنّ هذه الأجهزة من طراز «بي ــ1» مماثلة لتلك الموجودة أصلاً.من جهته، نفى مساعد مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي ما تردّد عن وجود مشاكل تقنية في البرنامج النووي. وأكّد أنّه «ليست هناك مشاكل تقنية في ما يخصّ تطوير أجهزة الطرد». وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أفادت في آخر تقرير لها صادر في شباط أنّ مصنع التخصيب في نتانز يعمل بمستوى متدنٍّ كثيراً مقارنة بقدراته النظرية.
وفي السياق، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امتلاك بلاده للتقنية النووية بـ«أكبر معجزة في التاريخ المعاصر» لأنّها «أصبحت كذلك من دون أي تنازل أو تراجع، فيما الدول الأخرى، من أجل أن تصبح نووية، دفعت ثمناً من استقلالها وهويتها وأعطت تعهّدات كبيرة أقلّّها أن تكون في خدمه الكيان الصهيوني»، وخصوصاً بعد «التهديدات العسكرية والحظر الاقتصادي الذي مارسه» من وصفهم بـ«الأعداء» من أجل النيل من البلاد خلال العامين ونصف العام الماضية.
في المقابل، كشفت صحيفة «التايمز» أنّ صوراً جديدة التقطها القمر الاصطناعي «غلوب كويكبيرد» بعد أربعة أيّام من إطلاق صاروخ البحث الإيراني «كافوشغار 1» في الرابع من شباط الماضي، أظهرت الموقع السرّي الذي يُشك في أن إيران تستخدمه لتطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف في أوروبا. وذكرت أنّ الصور حدّدت بدقّة موقع المنشأة التي أطلق منها الإيرانيون صاروخ البحث. وأضافت الصحيفة أنّ الموقع السرّي يبعد 230 كيلومتراً جنوبي شرقي العاصمة طهران. وأشارت إلىّ أنّ الإيرانيين يتبعون خطوات كوريا الشمالية نفسها في التعاطي مع برنامجهم الفضائي الذي سيمكّنهم من حيازة الخبرات المطلوبة لتطوير تقنية صاروخية بعيدة المدى.
ونسبت الصحيفة إلى الباحث في معهد ماساشوستس للعلوم التطبيقية جيفري فوردن قوله إنّ «هناك في الموقع نفسه مبنى مشيداً طوله نحو 40 متراً ويشبه من حيث الشكل حجم منشأة صواريخ تيبدونغ البعيدة المدى في كوريا الشمالية». ونقلت عن رئيس تحرير المجلة العسكرية البريطانية «جينز بروليفيريشن»، أفيتال جوهانن، قوله إنّ «طهران قد تكون على مسافة خمس سنوات من تطوير صاروخ بالستي يصل مداه إلى 6000 كيلومتر».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الصور تُعدّ إثباتاً على أنّ صاروخ «كافوشغار 1» ليس جزءاً من مشروع مركز أبحاث الفضاء، إنّما يرتبط ببرنامج سري لتطوير صواريخ بعيدة المدى، ما اعتبرته مبرّراً لاندفاع الرئيس جورج بوش إلى ضمّ بولونيا وجمهورية التشيك إلى نظام الدرع الصاروخية الأميركي في موعد أقصاه عام 2013.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)