غزة ــ رائد لافي أيام قليلة تفصل قطاع غزة عن «الشلل التام» في جميع الخدمات الأساسية، في ظل إصرار إسرائيلي على إغلاق معبر ناحل عوز، الذي يمرّ عبره الوقود، ما دفع «حماس» إلى التحذير من «انفجار غزة» في وجه الدولة العبرية وانقلاب السحر على الساحر، فيما برز إعلان مصري لمواصلة مفاوضات التهدئة
أعلنت إسرائيل أمس استمرار إغلاق معبر ناحل عوز شرق مدينة غزة، وعدم تزويد القطاع بالوقود، إلى حين «الانتهاء من التحقيقات» في كيفية تنفيذ المقاومة الفلسطينية للعملية الفدائية الأربعاء الماضي، بحسب رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الحرب الإسرائيلية، عاموس جلعاد.
في هذا الوقت، أعلنت بلديتا غزة وخان يونس، الأكبر في القطاع، توقف جميع الخدمات الأساسية (المياة، الصرف الصحي...) جراء نفاد الوقود، وعدم تمكن آليات البلدية من العمل والحركة، بينما أعلنت نقابة المعلمين توقف العملية التعليمية بنسبة 50 في المئة، واحتمالات تعرضها للشلل التام في غضون أيام قليلة.
وقال المدير العام لمحطة توليد الكهرباء، رفيق مليحة، إن «المحطة ستتوقف كلياً عن العمل خلال أيام، ما سيؤدي إلى شلل كامل في كل القطاعات»، ما يعني أن غزة ستغرق في ظلام دامسٍ.
تداعيات الحصار هذه، دفعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، إلى تجديد تحذيرها من أن «انفجار غزّة آتٍ إذا استمر الحصار». وأشار إلى أن «هناك فيتو أميركياً وإسرائيلياً يحول دون رفع الحصار الخانق المفروض على القطاع، ويضع عقبات أمام المصالحة الفلسطينية ال
وانتقد مشعل عدم تطبيق القرارات العربية التي اتخذت لرفع الحصار عن غزة، قائلاً إن «سقوط أكثر من 130 شهيداً من ضحايا الحصار من المرضى، لم يؤدِّ إلى قرار عربي برفع الحصار». وأكد أن «التواصل مع القيادة المصرية لم يتوقف»، معترفاً في الوقت نفسه بـ«وجود بعض الخلافات، إلاّ أنها ليست مبرراً لوقف الحوار». وأضاف: «هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، ونحن سنفوِّت عليهم الفرصة».
وفي شأن صفقة تبادل الأسرى، أكد مشعل أن «إسرائيل تماطل في صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، خوفاً من أن يحسب ذلك نصراً لحماس»، مشيراً إلى أنهم «توصلوا إلى اتفاق على جزء مهم في الأعداد والمراحل، وبقي التعامل مع الأسماء».
وفي السياق، نفت مصر تقارير أشارت إلى وقف جهود الوساطة لتهدئة الأوضاع في غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إن «المساعي المصرية لم تتوقف بهدف التوصل إلى تحقيق التهدئة».
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، قد أعلن في ختام محادثاته في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس المخابرات عمر سليمان، أوّل من أمس، أن «السلطة الفلسطينية طلبت مجدداً من مصر الاستمرار في بذل كل جهد ممكن لتثبيت تهدئة متبادلة في غزة».
داخلياً، استشهد فتى فلسطيني وأصيب خمسة آخرون بينهم اثنان في حال موت سريري، جراء انفجار داخلي في منزل سكني في بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وبحسب مصادر أمنية ومحلية، فإن المنزل الذي شهد الانفجار يعود لذوي الشهيد حسن المطوق، أحد عناصر «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس».
إلى ذلك، نجا قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، العميد يوأف غالانت، وعدد من المسؤولين في الجيش، من قذيفة هاون أطلقتها «كتائب القسام» من جنوب قطاع غزة وسقطت على بعد 20 متراً من المكان الذي كانوا فيه.