اتّهامات عراقيّة مبطّنة لإيران بإشعال معاركهابغداد، دمشق ـ الأخبارواتّهم الوفد العراقي المشارك في مؤتمر دمشق، إيران، مباشرة بالإسهام السلبيّ في أحداث البصرة التي عبّرت عنها حملة «صولة الفرسان». حملة شهدت موقفاً مفاجئاً أطلقه مدير مكتب الصدر في محافظة البصرة، حارث العذاري، حين أعلن عن تأييد تياره لها. ومن غير المعروف إذا ما كان هذا الموقف يمهّد لانشقاق جديد في صفوف التيّار، أو أنه قرار مركزي يوحي بانعطافة سياسيّة في التعاطي مع حكومة بغداد.
وأكّد العذاري، لـ«الوكالة الوطنية للأنباء» (نينا)، أنّ التيار الصدري في البصرة «يؤيّد الحملة الأمنيّة، صولة الفرسان، لمحاربة الخارجين عن القانون، وضبط الأسلحة غير المرخَّصة الثقيلة والمتوسّطة».
في السياق، أقرّ مجلس الوزراء العراقي مسودة قانون انتخابات مجالس المحافظات، وحوّله على مجلس النواب، لمناقشته والمصادقة عليه، ويتضمّن فقرات تمنع أي حزب لديه ميليشيات من المشاركة في الانتخابات التي ستجري في الأوّل من تشرين الأوّل المقبل، تُفسّر بأنها استكمال للحملة العسكريّة ضدّ التيار الصدري.
في هذا الوقت، شهد فندق إيبلا الشام في الضاحية الجنوبيّة لدمشق، الاجتماع الثاني للجنة «التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق»، في ظلّ حضور القائم بأعمال السفارة السعودية في سوريا فالح محمد رحيلي، علماً بأنّ المملكة تغيّبت عن الاجتماع الأوّل الذي عُقد في آب الماضي في العاصمة السورية أيضاً. وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، وجّه وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي اتهاماً غير مباشراً لجهات إقليمية دون تسميتها بالتدخل في ما تشهده البصرة من أحداث، «وفق أجندات تتعارض مع وحدة العراق وأمنه». وكشف عن أنّ لدى حكومته «معلومات عن وجود بعض الجماعات والشخصيات التي تمول الأعمال الإرهابية من دول الجوار». أمّا الردّ الإيراني، فجاء على لسان رئيس الوفد، مسؤول «دائرة الخليج الفارسي» في وزارة الخارجية، محمد جلال فيروزنيا، في تصريحات صحافية على هامش الجلسات، رأى فيها أنّ لبلاده «دوراً بنّاءً في البصرة»، وأنّها أسهمت في «دعم الحكومة العراقية في خطّتها لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق»، محمّلاً المسؤوليّة الكاملة عمّا يجري في العراق للولايات المتحدة.
وأبرز ما جاء في كلمات رؤساء الوفود، تأكيد وزير الداخليّة السوري بسام عبد المجيد أن بلاده «بذلت كل ما يمكنها من جهد واتخذت الإجراءات اللازمة على حدودها عبر زيادة نقاط الحراسة الثابتة والدوريات اللازمة، منعاً لعبور الأشخاص والمواد الممنوعة من خط الحدود بصورة غير مشروعة، رغم أن وعوداً خارجية لتزويد سوريا بأجهزة مراقبة ليلية لم يوفَ بها».
ومن المنتَظر أن يصدر اليوم البيان الختامي لأعمال المؤتمر الذي يشارك فيه إلى جانب سوريا، وفود من إيران وتركيا والكويت والأردن والسعودية ومصر والبحرين، إضافة إلى ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والدول الصناعية الثماني بصفة ضيوف، وممثلين عن منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والجامعة العربية.
ومن المتوقَّع أنّ تشدّد توصيات المؤتمر، على دعم الحكومة العراقية في جهود «نزع سلاح الجماعات المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة»، وعلى أهمية «اتخاذ دول الجوار خطوات عملية لاستئصال كل أشكال الإرهاب». كما رحّب المؤتمر بقرار بغداد اعتبار كل من «حزب العمال الكردستاني» و«مجاهدي خلق» الإيرانيين تنظيمين «إرهابيين».