عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس، لقاءً مفاجئاً هو الثاني لهما في أقلّ من أسبوع، خصّص لـ«تعزيز التعاون» قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني إلى واشنطن نهاية الشهر الجاري.وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة في رام الله، إن عباس طلب من أولمرت التجاوب مع الجهود المصرية لتثبيت التهدئة في قطاع غزة. وأوضح أن «الرئيس يبذل قصارى جهده لدرء الكارثة المحدقة بقطاع غزة».
وقال عريقات إن أولمرت «لم يعد بشيء، لكنه قال إنه سيدرس ما سمعه من الرئيس، الذي طالبه بالوفاء بوعده بعدم المساس بالحاجات الضرورية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة». ودعا «جميع الفصائل الفلسطينية إلى التجاوب مع الجهود المصرية، لمنع كارثة قد تحل بـ1.5 مليون مواطن فلسطيني، لأن الأمور تتجه اتجاهات خطيرة لا تُعرف عقباها». وشدد على أن «قطاع غزة يعاني ويلات الحصار والانقلاب».
والتقى عباس وأولمرت على انفراد في منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي لمواصلة مباحثاتهما بهدف التوصل إلى تسوية. وقال مسؤول إسرائيلي إن الاجتماع قدم عن موعده الأصلي «لزيادة مستوى التعاون والتنسيق قبل زيارة عباس لواشنطن» هذا الشهر. وأعلن أن الزعيمين اتفقا على عقد اللقاء قبل مغادرة عباس إلى روسيا ثم الولايات المتحدة. وسيلتقي الرئيس الفلسطيني نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 18 نيسان، ثم بوش في 24 من الشهر نفسه في الولايات المتحدة.
وقبل لقائه أولمرت، استقبل عباس المبعوث الأميركي الخاص المكلف الشق الأمني في «خريطة الطريق»، الجنرال جيمس جونز.
بدورها، انتقدت حركة «حماس» بشدة لقاء عباس وأولمرت، ورأت أنه «جريمة بحق الشعب الفلسطيني» ويوفر غطاءً لاستمرار «جرائم الاحتلال». وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، «من المخجل استمرار عقد هذه اللقاءات والمفاخرة بها في اللحظة الذي يفاخر فيها عباس برفض الحوار مع قادة الشعب الفلسطيني». وأشار إلى إن هذه اللقاءات «تأتي في ظل سياسة التصعيد الذي يمارسه الاحتلال من خلال الحصار واستمرار القتل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرار مشاريع الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس وغير ذلك من الجرائم».
وحذر أبو زهري من المضي والاستمرار في هذا الحوار «لأن سلطة رام الله لا تملك تفويضاً لتفاوض الاحتلال باسم الشعب على حساب الحقوق والثوابت الوطنية». ورأى أنه «يجب على عباس بذل الجهد لكسر الحصار، لا مصافحة من يقتل شعبنا ومشاركته في الحصار».
(أ ف ب)