دمشق، بغداد ـ الأخبارأشادت توصيات لجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق، التي اختتمت أعمالها في دمشق أمس، بالتعاون الأمني لهذه الدول مع حكومة بغداد، رغم استمرار الاتهامات الأميركية لإيران بتأجيج العنف في بلاد الرافدين. في هذا الوقت، وجه السيّد مقتدى الصدر رسالة إلى القيادة العسكريّة للشرطة والجيش العراقيّين، يطالبها فيها بإعادة العناصر الـ1300، إلى مراكزهم، بعدما فُصلوا منها أول من أمس، على خلفيّة «عجزهم عن أداء واجبهم» خلال معارك حملة «صولة الفرسان» في البصرة.
ورأى رئيس الوفد الأميركي في الاجتماع الأمني في دمشق، مايكل كورين، وهو القائم بأعمال سفارة بلاده في العاصمة السورية، «أنّ الشبكات الإرهابية العاملة على امتداد المنطقة لا تزال تشكّل تهديداً رئيساً لاستقرار العراق ومن ثمّ لاستقرار المنطقة عموماً». ونبّه إلى «الخطر الداهم» المتمثل بـ«تدفق الأسلحة المصنعة في الخارج والتي يستخدمها عناصر الميليشيات الإجرامية المتورطة في القتال ضدّ قوات الأمن العراقية، والتي استخدمت بشكل صارخ في أثناء اندلاع أعمال العنف الأخيرة التي دارت في البصرة»، في إشارة واضحة إلى الدور الإيراني المزعوم في الأحداث المذكورة.
وردّ رئيس الوفد الإيراني، جلال فيروزنيا، بأنّ «على الولايات المتحدة عدم التدخل بين العراق وإيران اللذين تجمعهما علاقات طيبة».
وأفادت مصادر عراقية عن تراشق للاتهامات بين الوفدين العراقي والإيراني، بعدما أعلن عن العثور على أسلحة إيرانية، بينها أسلحة ثقيلة في البصرة. لكن فيروزنيا نفى، في حديث إلى «الأخبار»، أن يكون الجانب العراقي قد وجه أية اتهامات إلى إيران.
كذلك نفى رئيس الوفد العراقي، لبيد عباوي، معلومات تحدثت عن مواجهة وفد بلاده للوفد الإيراني بأسماء الجهات والجماعات التي تمدها طهران بالسلاح. وأشار، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن النقاشات كانت «صريحة وحرة وضمن جو إيجابي وطبيعي وودي جرى فيه تبادل المعلومات».
وخرج الاجتماع بتوصيات أشادت «بالتعاون الإيجابي بين العراق ودول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب»، الذي أدى إلى «تحسّن الوضع الأمني». ودعم المجتمعون «جهود الحكومة العراقية في إنهاء المظاهر المسلحة وسحب السلاح غير الشرعي وحل الميليشيات» في ما فُسّر على أنه دعم لحملة «صولة الفرسان».
على صعيد آخر، أُعلن في بغداد تأليف جبهة سياسية جديدة، أطلق عليها اسم «جبهة الكرامة العراقية». وأوضح رئيس المكتب السياسي للجبهة، تامر التميمي، أن «الجبهة تطالب بالاستقلال وإخراج القوات المحتلة من العراق». وأضاف المسؤول في الجبهة، التي تضم عدداً من ضباط الجيش السابق والشخصيات السياسية وشيوخ العشائر، أنّها «مفتوحة على جميع أطياف الشعب العراقي»، كما أنها «ترفض الفدرالية بكل أشكالها»، وتدعو إلى المشاركة في العملية السياسية ونبذ العنف.
ميدانيّاً، عُثر على نحو 37 جثة في مقابر جماعية. كما حصدت أعمال العنف أرواح أكثر من 30 عراقياً.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «الصباح» العراقية الرسمية عن تنفيذ حكم الإعدام بـ28 مداناً في البصرة.
وطالب الصدر بإعادة الذين صُرفوا من مواقعهم في الجيش والشرطة، «لأنهم عندما رفضوا رفع السلاح في وجه إخوتهم في جيش المهدي، كانوا ينفّذون تعليمات مدارسهم الدينيّة». وأعلنت وزارة الدفاع العراقية تحرير المصور الصحافي البريطاني، ريتشارد بتلر، الذي اختُطف في البصرة في شباط الماضي.
الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي عن مقتل احد عناصره في منطقة صلاح الدين.