strong>تبنّت الأمم المتحدة، أمس، التهم الإسرائيلية لـ«حماس» بحجب الوقود عن غزة،التي باتت على بعد 24 ساعة من الغرق في ظلام دامس، فيما وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صف المطالب الإسرائيلية لتحقيق التهدئة في القطاعشدّد مسؤول في الأمم المتحدة، طلب عدم الكشف عن اسمه، على أن «خزانات الوقود في قطاع غزة ممتلئة، ولا يمكن للسلطات الإسرائيلية تزويد القطاع بالمزيد من المحروقات، بسبب رفض نقابة أصحاب محطات الوقود توزيعه، احتجاجاً على أن الكمية غير كافية». وأضاف «ليس في وسع الدولة العبرية تزويد القطاع بالمزيد، لأنه لم يعد هناك مكان لتخزينه. نحن إزاء مأزق».
وأوضح المسؤول أن «مليون ليتر من الوقود متوافرة حالياً في خزانات غزة، ما يؤمن نحو يومين من الاستهلاك الكامل للديزل والبنزين»، مشيراً إلى أن «المحروقات محتجزة من الجانب الفلسطيني». وأضاف أن كمية المواد الغذائية، التي أوصلتها الوكالات الإنسانية إلى غزة، زادت في آذار الماضي، ودخلت إلى غزة 2800 شاحنة تنقل مواد للاستهلاك اليومي، ونحو 430 شاحنة من المساعدات الإنسانية. إلا أنه أكد أن «المواد التي تسمح إسرائيل بدخولها غير كافية». وفي سياق الحصار ونقص الوقود، قال نائب رئيس سلطة الطاقة في غزة، المهندس كنعان عبيد، إن «محطة توليد الكهرباء ستتوقف خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ما لم يتم إدخال الوقود اللازم لتشغيلها»، محذراً من حدوث «حالة شلل تامة في كل القطاعات في غزة».
من جهتها، واصلت حركة «حماس» تهديداتها بكسر الحصار. وأكدت، في بيان، أنها «ستعمل على كسر الحصار المفروض على غزة، بكل الوسائل والخيارات»، داعية إلى فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر. وشدد البيان على «أننا نسلّم باستمرار الحصار المفروض على شعبنا». وأضاف أن «الحركة تتابع الأوضاع عن كثب، وستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ولن تسمح باستمرار هذا الوضع». وجدّدت «حماس» دعوتها «الحكام العرب إلى تحمل مسؤولياتهم إلى جانب شعبنا لكسر الحصار، وخصوصاً من خلال فتح معبر رفح».
ودعا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر، خلال مؤتمر صحافي أمام الأمم المتحدة، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لزيارة غزة والاطلاع على حجم المأساة التي خلّفها الحصار الإسرائيلي.
في هذا الوقت، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن «السلطة تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، بهدف حقن الدماء وإنهاء الحصار، والحفاظ على مصالح المواطنين في القطاع». وأوضح، عقب ترؤسه جلسة الحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله، أنه «يبذل الآن جهوداً حثيثة من أجل التهدئة مع الإخوة المصريين بالذات»، معرباً عن أمله في أن «يراعي المواطنون في غزة المصلحة العامة، وأن يتوقفوا عن كل شيء كي تكون هناك تهدئة، والبدء في مرحلة جديدة».
ونقل وزير الإعلام والخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن عباس قوله إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أبدى استعداده للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة بعد تحقق بعض الشروط». وأوضح أن «الشروط التي وضعها أولمرت تتمثل في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، والتزام كل الفصائل الفلسطينية في غزة بهذا الأمر، ووقف جميع أنواع التهريب التي تتم عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة». ونقل عن عباس قوله إن هذه الشروط «ليست تعجيزية، ويمكن تحقيقها من خلال الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق ذلك».
وفي سياق ضحايا الحصار، أعلنت «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار»، أن مريضة فلسطينية تدعى سهى ياسين الجماصي (22 عاماً)، توفيت نتيجة نقص الدواء في غزة، ما يرفع عدد ضحايا الحصار من المرضى إلى 133 شخصاً.
وفي السياق، قال مسؤول أمني مصري إن بلاده سمحت بدخول 20 فلسطينياً من غزة إلى أراضيها لتلقي العلاج، مشيراً إلى «إنهم أصيبوا بجروح إبان الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)