رام الله ــ أحمد شاكربدا أمس أن الخلافات بين الجناحين السياسي والعسكري لحركة «فتح» خرجت عن إطار المناوشات السياسية، وتتّجه إلى مواجهة عسكرية، ولا سيما بعدما تبنّت «كتائب شهداء الأقصى» الهجوم على سيارة محافظ مدينة نابلس، جمال محيسن، المقرّب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووضعت الكتائب، في بيان حمل عنوان «بدء دور الحساب...وهذه أولى مراحلها»، الهجوم في إطار الرد على حملة الأجهزة الأمنية على سلاح المقاومين في الضفة الغربية، مشيرة إلى أنه «إذا استمرت ملاحقة عناصر الحركة، فإن الحساب سيطول وسيمتد إلى الرقاب».
وقالت الكتائب «يأبى محيسن إلا أن يستمر في وحل العمالة والرذيلة، ويأبى إلا أن يكون مخلصاً لأسياده من الصهاينة والأميركيين، فها نحن نرد عليك بأننا موجودون هنا في هذه الأرض المباركة ولن نسلّم سلاحنا، وسنبقى مدافعين عن كرامة أمتنا وعن شعبنا الذي يذبح ليل نهار على مرأى ومسمع من القريب والبعيد»، محذرة من المساس بعناصرها وأفرادها. وشدّدت على أن «من يحاول المساس بنا فسيكون مصيره مصير العملاء والخونة».
وطالب البيان أفراد الأجهزة الأمنية بأن «لا يطبّقوا الأوامر التي تصدر إليهم لملاحقة مطارَدي الكتائب ومقاوميها». وهددتهم بأن «الدائرة ستدور عليهم كما دارت وستدور على مديريهم». وطالبت عباس بالعمل فوراً على إزالة جمال محيسن وتنحيته ومحاسبته ووقف اللقاءات المتكررة مع الاحتلال. وقالت إن «الأجهزة الأمنية في الضفة أصبحت ذنَباً للاحتلال الإسرائيلي، تطبّق ما يمليه عليها، وتعمل جاهدة لأمنه وسلامة مواطنيه».
من جهة ثانية، أكدت مصادر أمنية فلسطينية أن 45 مطارَداً من حركة «فتح» كانوا قد حصلوا على عفو إسرائيلي عادوا أمس إلى مقر المقاطعة في مدينة جنين، بعد خمسة أيام على مغادرته، احتجاجاً على «عدم وفاء السلطة بالتزاماتها تجاههم».
وقال أحد قادة «كتائب الأقصى»، زكريا الزبيدي، إن عودة المطارَدين جرت بموجب تفاهم مع الرئيس الفلسطيني لتحسين أوضاع المطارَدين وعائلاتهم بعدما وافقوا على المكوث في المقار الأمنية بموجب اتفاق فلسطيني ــــ إسرائيلي للعفو عنهم. وأوضح «مطالبنا بسيطة جداً، وهي توفير الحياة الكريمة لنا ولعائلاتنا، وخصوصاً أن معظم المطلوبين من الكتائب متزوجون، ولهم أطفال وعائلات، هم مسؤولون عن توفير مستلزماتهم، التي أصبحوا عاجزين عن توفير الحد الأدنى منها».
بدوره، طالب رئيس مرجعية «فتح» في مدينة جنين، عامر السعدي، الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه سلام فياض، «بإنصاف المطارَدين في كتائب الأقصى ليتسنّى لهم العيش حياة كريمة مثلهم مثل باقي أبناء شعبهم».