القاهرة ــ خالد محمود رمضانأعلن مصدر مسؤول في الحكومة الليبية، المعروفة باسم «اللجنة الشعبية العامة»، أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي، قد يتخذ إجراءت لمنع شركة «ماركس أند سبنسر»، صاحبة سلسلة المتاجر الشهيرة في بريطانيا وعدد من العواصم العربية والعالمية، من العمل في ليبيا. وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن ملف أعمال هذه الشركة في ليبيا قيد الدراسة حالياً، لكونها مملوكة من رجل أعمال يهودي، ويمثّل وجودها في ليبيا مخالفة لقرارات الجامعة العربية باستمرار المقاطعة الاقتصادية العربية لإسرائيل. وأشار إلى أن المحمودي طلب رأي الجهات المختصة قانونياً ومالياً، قبل اتخاذ أي قرار ضد الشركة.
وكان الموقع الإلكتروني التابع للحكومة الليبية، قد أبرز رسالة تحذير تلقاها من مواطن ليبي مجهول الهوية، رداً على بدء قناة الشبابية المسموعة بث إعلان لدعوة الليبيين إلى زيارة معرض شركة «ماركس أند سبنسر» في العاصمة طرابلس.
وقالت الرسالة إن محلات «ماركس أند سبنسر»، التي افتتحت أخيراً في منطقة قرقارش، هي «ماركة» عالمية لمحلات تجارية تبيع كل أنواع السلع، بدأت نشاطها التجاري في بريطانيا، وأسسها يهودي معدم قادم من بولندا، يدعى مايكل ماركس. وأوضحت أن ماركس، الذي وصل إلى السواحل الإنكليزية عام 1884 هارباً من الملاحقة الروسية، نجح بمساعدة عدد من يهود ليدز في شمال إنكلترا، في البدء بتجارة بيع «كل شيء ببنس واحد»، حتى امتدت فروعه إلى كل مكان. وفي عام 1891، دخل في شراكة مع الإنكليزي توماس سبنسر، فأسّسا شركة «ماركس أند سبنسر»، علماً بأنه منذ عام 1926، انضمّ إلى الشركة صديق العائلة، إسرائيل زائيف، فتولى إدارتها فضلاً عن المصاهرة المزدوجة التي تمت بين العائلتين.
وأصبحت سلسلة معارض «ماركس أند سبنسر» متخصصة في عدد من المنتجات التي تباع بأسعار منافسة، من الملابس إلى الأحذية والطعام وغير ذلك. ولاحظت الرسالة أنه تميزت فترة العقد الثاني من القرن العشرين، بانخراط سيمون بن مايكل ماركس، وصديقه إسرائيل زائيف في العمل السياسي المناصر للصهيونية. وكان لهما دور بارز في التعاون مع حاييم وايزمان حتى صدور وعد بلفور عام 1917.
ولم يكن النشاط الصهيوني مقتصراً على ماركس وزائيف، بل كان لزوجة زائيف، ريبيكا (أخت سيمون)، دور آخر في دعم الحركة الصهيونية، تمثّل في تأسيس «منظمة المرأة الصهيونية» عام 1920، واستمرت في العمل لمدة عشرين عاماً مع فيرا وايزمان، زوجة حاييم وايزمان الذي أصبح أول رئيس للكيان الإسرائيلي.
واستمر دعم «ماركس أند سبنسر» للصهيونية، حتى أسس الزوجان، إسرائيل وريبيكا، معهد دانييل زائيف للأبحاث العلمية في فلسطين، جنوب تل أبيب، عام 1934، وأعيدت تسميته معهد «حاييم وايزمان»، عام 1949، أي بعد تأسيس الكيان الصهيوني.
هذا فضلاً عن تأسيس عدد من المؤسسات العلمية والبحثية في بريطانيا لأجل دعم الدراسات اليهودية، إضافة إلى دعم الاقتصاد الإسرائيلي، والإنفاق الحربي الذي التزمته الشركة تجاه الجهاز العسكري الإسرائيلي، وأدى إلى استهدافها من منظمة التحرير الفلسطينية ــ في مرحلتها الثورية ــ التي كلفت كارلوس «الثعلب»، اغتيال إسرائيل زائيف عام 1973، ولم يكتب لها النجاح. وخلصت الرسالة إلى أن محلات «ماركس أند سبنسر» أصبحت من أبرز العلامات التي تمثل الصهيونية النشطة.
وأوضحت مصادر في الحكومة لـ«الأخبار»، إنّ نشر الرسالة وعرضها يمكن أن يكون مقدمة لوقف نشاط هذه الشركة البريطانية المثيرة للجدل.