strong>واصل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر جولته في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، متحديّاً المعارضة الإسرائيلية والأميركية، بلقائه قيادات «حمساوية» في الضفة الغربية، حيث زار أيضاً ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات، الذي تجاهله الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته إلى الشرق الأوسط في كانون الثاني الماضيأعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي التقى أمس قياديين في حركة «حماس» في الضفّة الغربية، أنه كان يرغب في زيارة قطاع غزة خلال جولته الشرق أوسطية، لكن إسرائيل رفضت أن تأذن له بذلك، في وقت أثار رفض الدولة العبرية منحه حماية أمنية استياءً إعلامياً في الولايات المتحدة.
وقال كارتر، للصحافيين خلال زيارته إلى رام الله، «لم أتمكن من الحصول على إذن للتوجه إلى غزة. كنت أود ذلك. طلبت إذناً ولكنه رُفض. وربما يمكن أن نتوصل إلى طريقة للالتفاف حول ذلك. لا أعلم بعد».
وزار كارتر، برفقة زوجته روزالين، ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث وضعا باقة من الزهور تحمل عبارة «الرئيس والسيدة كارتر».
وفي إشارة إلى تصميمه على لقاء قادة «حماس» في دمشق، استقبل كارتر بحفاوة أمس القيادي في «حماس» ناصر الدين الشاعر، الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الأولى لـ«حماس». وذكر مصدر أمني فلسطيني أن كارتر «عانق الشاعر وقبّله على وجنتيه». وأعرب الشاعر عن أمله في أن يتمكن كارتر من مساعدة القضية الفلسطينية. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي الأسبق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في دمشق يوم الجمعة المقبل. وخلال تبريره للقاء، قال كارتر «أحاول فقط فهم وجهات النظر المختلفة، وتكوين همزة وصل بين ناس لا يريدون الاتصال بعضهم ببعض. ومن ثم أعتقد أنه (مشعل) إذا كان لديه شيء بنّاء يقوله هو أو الرئيس السوري، فسأنقل ذلك إلى أشخاص آخرين». وتابع «لأن سوريا وحماس ستكونان معنيتين في اتفاق السلام النهائي، يجب أن تشاركا في المحادثات المؤدية إلى إحلال السلام». وأضاف أنه سيستخدم اجتماعه مع مشعل «لإقناعه بالموافقة على حل سلمي للخلافات مع الإسرائيليين، وأيضاً مع فتح».
وفي السياق، تبادل الجانبان الأميركي والإسرائيلي، أمس، اللوم على تقليص الحماية الأمنية لكارتر. وذكرت صحيفة «شيكاغو تريبيون» أن جهاز «الشاباك»، الذي يخضع لإشراف مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، يساعد عادة في توفير الحماية للشخصيات المهمة التي تزور إسرائيل، لكنه لم يساعد جهاز الشرطة السرية الأميركية في حماية كارتر.
وأضافت الصحيفة أنه خلال الزيارة التي قام بها كارتر إلى مدينة سديروت، كان الرئيس الأميركي محاطاً بعدد كبير من عناصر الشرطة السرية، في حين أن الشرطة الإسرائيلية لم تقدّم سوى دورية سيارة للمرافقة، وقامت بحماية محيط المدينة. وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إن «المسؤولين لم يتلقوا طلباً من مرافقي الرئيس كارتر لإشراك جهاز الشاباك في حماية الرئيس الأميركي الأسبق». غير أن البعثة المرافقة للرئيس كارتر قالت إن رئيس فريق الشرطة السرية ومسؤول الأمن في وزارة الخارجية الأميركية أكّدا «أنه جرى تقديم طلب رسمي للحصول على المساعدة من الإسرائيليين». إلا
أن «الشاباك» رفض الطلب.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)