جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس، اتّهامه لسوريا بمواصلة إمداد حزب الله بالصواريخ، بما «ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701». ونقل مكتب باراك عنه قوله، خلال زيارته قاعدة جوية إسرائيلية، إنّ «القرار 1701 لا يُطبَّق، ولا تزال حركة نقل الصواريخ من سوريا إلى لبنان متواصلة، فيما يواصل حزب الله بناء قدراته العسكرية».وتابع: «أعتقد بأنّ على مجلس الأمن التحرّك والتحقق من تطبيق القرار ووضعه موضع التنفيذ». كما أكّد أنّ تل أبيب بصدد إعداد «جيش قوي سيتمكّن، بخلاف ما حصل في الحرب الثانية في لبنان، من تحقيق نتائج حاسمة وواضحة في حال حدوث حرب تفرض علينا».
في هذا الوقت، تواصلت حلقات الصراع الدائر داخل الإدارتين الأميركيّة والإسرائيليّة بشأن ضرورة الكشف عن تفاصيل الغارة الإسرائيليّة على المنشأة السوريّة في أيلول الماضي من عدمها. وتشير آخر المعلومات في هذا الشأن إلى توصّل واشنطن وبيونغ يانغ إلى اتفاق يقوم على اعتراف كوريا الشماليّة بتعاونها النووي مع دمشق، رغم المخاوف الإسرائيليّة من أن يؤدّي ذلك إلى زيادة شعور النظام السوري بالضغط المفروض عليه، مع ما يمثّله هذا الشعور من مخاطر ردّ غير متوقّع من جانب السوريّين. وكشفت صحيفة «هآرتس» أنّ الإدارة الأميركية تعتزم إمرار تقرير أوّلي عن الغارة إلى لجنة الشؤون الاستخباريّة التابعة للكونغرس، التي ستبحثه في 22 أو 24 نيسان الجاري في جلسة مغلقة. لكنّ «هآرتس» قالت إنّ الجانب الأميركي لم يتعهّد الانصياع للضغوط الإسرائيلية لإبقاء الجلسات مغلقة.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر أميركيّة قولها إنّه «على ما يبدو، فإن كوريا الشمالية ستمرر للولايات المتحدة بياناً تعترف من خلاله صورياً وبطريقة غير مباشرة بخرقها اتفاقاً سابقاً يتعلّق بتفكيك قدراتها النووية، وبأنها أقامت علاقات نووية مع سوريا».
وبحسب المصادر نفسها، فإنّ كوريا الشمالية لن تعترف علناً بأيّة تهمة بهذا الخصوص، ويبدو أن الأميركيّين لن يعارضوا ذلك، ليتسنّى للجانبين العودة إلى مسار الاتفاق بخصوص تفكيك البرنامج النووي الكوري.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليّين تكرارهم الموقف الرسمي الإسرائيلي القائل إنّ أي نشر، حتى لو كان جزئياً، عن علاقات كوريا الشمالية وسوريا ويشمل تفاصيل عن نوعية المنشأة التي هاجمها الطيران الإسرائيلي في دير الزور، «من شأنه أن يعقّد الموضوع المتوتّر أصلاً بين إسرائيل وسوريا».
وأضاف المسؤولون أنّه في حال الكشف عن تفاصيل البرنامج النووي السوري، فإن الرئيس السوري بشّار الأسد «قد يشعر بأنه تمت محاصرته في الزاوية، ومن الجائز أن يرد بصورة عدوانية على إسرائيل».
(يو بي آي، أ ف ب)