دمشق ــ الأخباروركزت العطار على «أهمية تعزيز التضامن العربي في ظل المستجدات والمتغيرات الكبيرة التي من شأنها أن تضع الأمة العربية في دائرة الخطر، بعدما وضعت العروبة والإسلام في قفص الاتهام».
بدوره، دعا الرئيس سليم الحص، الذي ترأس أولى جلسات المؤتمر تحت عنوان «تجديد الفكر القومي والوحدة العربية»، إلى «تحقيق اتحاد عربي على غرار الاتحاد الأوروبي، ومن ثم الخوض في تجارب الإصلاح على صعيد التطوير الديموقراطي وعلى صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية». وتحدث الحص عن مراحل صراع تيارين: انعزالي وعروبي في لبنان، فجر حرباً أهلية آلت إلى واقع «لاغالب ولامغلوب»، الذي تجسد باتفاق الطائف الذي أضحى صلب الدستور اللبناني، مشيراً إلى أن «تسوية اللاغالب واللامغلوب هذه المرة أقرها الاتفاق في نصين متكاملين، أحدهما يؤكد أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، والثاني يؤكد أن لبنان عربي الانتماء والهوية». وتابع: «هكذا حسمت عروبة القطر أو الوطن اللبناني أقله مبدئياً. أما أبعاد ما تعنيه أو يجب أن تعنيه عروبة لبنان فقضية من المفترض أن تبلورها المناقشات والحوارات التي يجب أن تتوالى على مستوى جلاء وتعميق وتعميم الفكر القومي العربي في لبنان».
أما الدكتور عزمي بشارة، الذي شارك في الجلسة الافتتاحيّة، فرأى أن «الأمّة، التي يفترض أن تُبنى على أساس الانتماء إلى الدولة، تحوّلت إلى هوية قطرية فولكلورية ورومانسية إلى حدٍّ بعيد بما فيها من محاولات لتجذيرها تاريخياً في مهرجانات بابلية وفينيقية وكنعانية وفرعونية بودر إليها من أعلى لتنفيذ مآرب سياسية وإعادة تشكيل الانتماء والولاءات على أساسها».
وأشار بشارة إلى أن هناك «فرقاً بين القومية وتجلياتها كثقافة وسياسة وكظاهرة اجتماعية، ونظرية القومية التي تبحث في ماهيّة القومية بما في ذلك الأساطير التي تقوم عليها». وقال «إن الدول العربية القطرية لا تستطيع الاستغناء عن العروبة كقومية في عملية بناء أمة مواطنية للعرب وغير العرب. كما أنها تشكل أساساً لتعاون ووحدة دول عربية في المستقبل على نمط الاتحاد الأوروبي».
وتساءل بشارة «من أين يأتي انطباع الرومانسية هذا عن القومية، والذي يجترّه السطحيون من حلفاء المرحلة الأميركية ويبصقونه بعدمية باتجاه القوميين وغيرهم من نقّاد المرحلة؟»، موضحاً أن صفة «العدمية» قائمة «لأنهم لا يحاربون كل رومانسية». وأضاف: «لا نتحدث عن تبنّيهم رومانسية التنوير والكثير من الأساطير غير الصحيحة، بل إعجابهم بالتطرف القومي والرومانسية القومية الإنكليزية وأساطيرها المؤسِّسة».