برلين ــ غسان أبو حمداختراق إعلامي نفى شرودر صدقيّته، إلى حدّ وصل به الأمر إلى مقاضاة الصحافيّين الذين كشفوا النقاب عن الخبر ــ الفضيحة. لبّ القضيّة، اعتراف بعض أفراد فرقة التدريب الألمانية بعملهم على الأراضي الليبية، لكن أثناء عطلتهم السنوية وبعد إحالتهم على التقاعد الوظيفي، في مقابل أجر مادّي.
والذي تأكد حتى الآن، هو قيام فرقة أمن دفاعي، يُقدَّر عددها بثلاثين تحريّاً، بعضهم لا يزال في الخدمة والبعض الآخر متقاعد، بالإشراف على تدريب قوات الأمن الليبية في عام 2005، وتجهيزها لمواجهة «الإرهاب»، وتوفير الحراسة الشخصية المتطوّرة للمسؤولين الليبيين. واستنكر شرودر زجّ اسمه في هذه الصفقة، ونفى عبر مكتبه معلومات كشفت عنها صحيفة «بيلد أمزونتاغ»، التي أكّدت في نهاية الأسبوع الماضي أنّ عمليات تدريب الأمن الليبي كانت «ثمناً لوساطة قام بها العقيد الليبي في عام 2004 أسهمت في الإفراج عن عائلة فالرت الألمانية من أيدي خاطفيها (جماعة أبو سيّاف)» أثناء قضائها عطلتها في عام ألفين على جزيرة جولو الفيليبينية.
وأكّد مكتب المستشار السابق «عدم صحّة هذه الشائعة»، وقرّر مقاضاة الصحيفة «لنشرها أخباراً كاذبة هدفها تلويث سمعة شرودر ووضع حزبه الاشتراكي الديموقراطي في موضع الاتهام بدفع رشى للخاطفين». وذهبت الأخبار الصحافية إلى حدّ الإشارة إلى اجتماع خاصّ عُقد بين شرودر والقذافي في القاهرة في أواسط عام 2003، تمّت خلاله «الصفقة» المذكورة.
سياسياً، طالب المتحدّث باسم الائتلاف الحاكم، إيكارت فون كلايدن (الحزب المسيحي الديموقراطي)، وسائل الإعلام الألمانية بـ«تحمّل مسؤوليّاتها» والكشف الكامل عمّا تملكه من معلومات عن هذه القضية «الخطيرة»، التي وصفها رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي، غيدو فيسترفيللي، بـ«الفضيحة السياسية الكبرى». من ناحيته، نفى جهاز الاستخبارات الألماني (B.N.D) علمه بهذه الحادثة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، مارتين ياغر، إنّ السفارة الألمانية في طرابلس الغرب، لم تقدّم أي دعم لنوع كهذا من التعاون الأمني، منوهاً بخطورة حصول قوات الأمن الليبي على معلومات وتقنية عسكرية متطوّرة وسرية تعتمدها قوّات الحراسة ومكافحة الإرهاب في ألمانيا، وتحديداً فرقة (GSGــ9) الأمنية الشهيرة.
القصة تتالت فصولها، إذ جزمت معلومات لصحيفة «تاغز شبيغل» أمس بحصول تدريبات في ثكنة خاصّة في طرابلس الغرب، حيث تخرَّج 120 ضابطاً تحريّاً ليبياً خضعوا لدورات تدريب تستند إلى الخطط الحديثة المعتمدة في ألمانيا، بما في ذلك خطط مهاجمة المباني والسفن والاستعانة بالطائرات المروحية. ولفتت هذه التسريبات إلى أنّ ذلك العمل تمّ لقاء أجر مالي قدّر بحوالى 1,6 مليون يورو، بلغ نصيب ضابط التدريب الواحد حوالى خمسين ألف يورو، مشيرة إلى أنّ «الضابط الألماني ولفغانغ شنايدرهان أشرف على تدريب الحرس الشخصي للعقيد الليبي معمر القذافي».