غداة اجتياح ائتلاف يمين الوسط بزعامة سيلفيو برلوسكوني للانتخابات البرلمانية الإيطالية، تبدو البلاد تتّجه نحو نظام الحزبين، مع ضمور غالبية الأحزاب الصغيرة، التي جعلت مصير الحكومات السابقة رهن إشارتها.وقبل تكليفه تأليف الحكومة رسمياً من الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، سارع برلوسكوني إلى إعلان خطته لمقاربة الأزمات التي تشهدها إيطاليا من تخصيص شركة الطيران، والتضخم الاقتصادي، وصولاً إلى القمامة في نابولي. ووعد برلوسكوني بتأليف حكومة «كفوءة» مع نهاية الأسبوع. وقال، لتلفزيون «راي» الحكومي، إن الحكومة لن تتولى مهامها إلا بعد الدورة الأولى من البرلمان الجديد مطلع أيار، وستتضمن 12 وزيراً، بينهم أربع نساء على أقل تقدير. كما ستضم وجوهاً عملت إلى جانبه في السنوات الخمس التي قضاها في الحكم.
ومن الوجوه الموالية له التي يرغب برلوسكوني بعودتها، وزير الخارجية فرانكو فراتيني الذي شغل منصب مفوض الشؤون القضائية لدى الاتحاد الأوروبي، ووزير المال غوليو تريمونتي. وسيذهب منصب نائب رئيس الوزراء إلى الصحافي السابق جاني ليتا، على أن تضم الحكومة وزيرين على الأقل من رابطة الشمال (يمين شعبوي).
وأضاف برلوسكوني أنه «سيبقى على وعده بعقد أول اجتماع لحكومته في نابولي التي منحته ثقتها». وقال: «سأكون في نابولي لثلاثة أيام في الأسبوع لمعالجة مشكلة النفايات». كما وعد بالحفاظ على شركة طيران «أليطاليا»، التي تملكها الدولة والتي كانت الإدارة المنتهية ولايتها تكافح من أجل تخصيصها وبيعها إلى الخطوط الجوية الهولنديّة «كاي أل أم».
وعن مسألة التصدي للجريمة، قال برلوسكوني إنه يريد إنشاء «جيش للخير» يحمي المواطنين من «الشر».
وقال القيادي في رابطة الشمال، روبرتو ماروني، إن حزبه ينوي العمل على اتخاذ إجراءات صارمة بشأن الهجرة، حفاظاً على الوعد الذي أطلقه في حملته الانتخابية، «فالذين يملكون عملاً بوسعهم البقاء، أما الذين لا يعملون فعليهم الرحيل». وكانت النتائج النهائية الرسمية، التي صدرت أمس، أكدت حصول اليمين الإيطالي بزعامة برلوسكوني على 340 مقعداً من أصل 617 في مجلس النواب في مقابل 239 لليسار الذي يتزعمه فالتر فيلتروني. وهذه الأرقام لا تشمل النواب الـ 12 الذين يُنتخبون في الخارج والنائب عن منطقة فالي داوستا. وفي مجلس الشيوخ، حصل اليمين على الغالبية المطلقة (168 مقعداً في مقابل 130 لليسار وثلاثة للوسط)، بحسب نتيجة لا تشمل أعضاء مجلس الشيوخ الستة الذين ينتخبون في الخارج. وفشل عشرون حزباً، بينها تحالف الشيوعيين (الذين أسقطوا حكومة رومانو برودي اليسارية) والخضر في نيل الحد الأدنى من الأصوات اللازمة لدخول البرلمان.
وتعليقاً على نتائج الانتخابات البرلمانية، رأت الصحف الإيطالية أن هذا الفوز الانتخابي بمثابة تسونامي أعاد رسم المشهد السياسي في إيطاليا.
وفي واشنطن، رحب الرئيس جورج بوش بفوز برلوسكوني. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إن بوش اتصل ببرلوسكوني، الذي كان حليفه في حرب العراق، لتهنئته بفوزه في الانتخابات التشريعية. وأضافت أن «الرئيس مسرور بالتعاون مجدداً معه».
إلى ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي برلوسكوني الخميس المقبل في جزيرة سردينيا.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)