القاهرة ــ الأخباراحتجاجاً على الطريقة التي تعاملت بها أجهزة الأمن البريطانية مع بطريرك الكرازة المرقسية، البابا شنودة الثالث، رفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المرور بلندن، في طريقه إلى واشنطن، مفضّلاً الانتظار ساعات إضافية في باريس.
وأكّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية، حسام زكي، الذي رافق الوزير، أنّ أبو الغيط غيّر خط رحلته إلى الولايات المتحّدة عن عمد، كي تمرّ عبر فرنسا لا بريطانيا، موضحاً أن «هذا الخط يناسبنا أكثر»، في إشارة إلى عدم رغبة الوزير بالمرور في بريطانيا، بعدما تعرّض رئيس الكنيسة المصرية البابا شنودة الثالث للتفتيش في مطار «هيثرو» الدولي، خلال زيارته للمملكة المتحدة لافتتاح أوّل كاتدرائية قبطية.
وأمضى أبو الغيط ومرافقوه نحو ثلاث ساعات انتظار في باريس، في طريقهم من القاهرة إلى الولايات المتحدة، في زيارة تستغرق بضعة أيّام، تلبية لدعوة من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، لبحث العلاقات الثنائية وتطوّرات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وخاصّة على المسار الفلسطيني ـــ الإسرائيلي.
من جهتها، حاولت بريطانيا تلطيف الأجواء، حيث قام سفيرها لدى مصر دومينيك إسكويث، أوّل من أمس، بزيارة إلى مقرّ البابا شنودة الثالث، وأعرب عن رغبته القوية في دعم أواصر الصداقة العميقة التي تربط الشعبين البريطاني والمصري. وشدّد على أنّ المملكة ستسعى جاهدة كي تجعل زيارات البابا شنودة المستقبلية «مريحة».
وقال السفير، في بيان، «إنّنا نكنّ فائق الاحترام والتقدير والودّ للبابا شنودة»، وبرّر ما حصل بأنّه جاء عن غير قصد، «وليس الهدف منه الإساءة إلى شخصه أو التسبّب في إزعاجه»، معرباً عن أسفه «عن أية انطباعات أخرى ربّما تكون قد استُنتجت».
وكانت السفارة البريطانية قد برّرت فعلها بأنّه «إجراءات معتادة» تُطبّقها أجهزة أمن المطار على الشخصيات العامة، ما عدا رؤساء الدول.
وكانت الحكومة المصرية قد أعربت عن استيائها من إصرار مسؤولي الأمن في مطار لندن، نهاية الشهر الماضي، على مرور البابا شنودة من أمام جهاز للكشف عن المواد المعدنية، قبل دخوله صالة كبار الزوّار، وردّت على ما حصل بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، حيث طلبت من الأجهزة الأمنية التي تنظّم حركة الدخول إلى مصر والخروج منها تطبيق المبدأ على جميع الشخصيات البريطانية، كما طلبت من مسؤولي الحكومة المسافرين إلى الخارج تفادي المرور في مطار هيثرو.