استهلّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زيارته إلى موسكو التي وصلها أول من أمس، بتسلّمه دكتوراه فخرية من معهد العلاقات الدولية الحكومية في العاصمة الروسية، بعدما كتب أطروحة دراسات عليا كان مرشده العلمي فيها رئيس المعهد السابق يفغيني بريماكوف.وبانتظار عودة مضيفه الرئيس الروسي المنتهية ولايته، فلاديمير بوتين، من زيارته إلى ليبيا، ألقى الدكتور عباس خطاباً أمام طلّاب المعهد، شدد فيه على أن هدف زيارته هو «بحث مسألة مؤتمر موسكو»، الذي قال إنه «قد يعقد في منتصف حزيران المقبل».
وأضاف عبّاس «يؤسفني القول إن هناك عوائق تحول دون تطبيق ما التزم به في أنابوليس، والمفاوضات لا تسير بالسرعة والنجاح المطلوبين لكي نصل إلى الهدف المرصود في الزمان الذي خصص له». وأضاف «ولذلك، نحن نريد لمؤتمر موسكو أن ينعقد في أقرب وقت ونتمى له النجاح في دعم عملية السلام إلى الأمام».
وأشار عبّاس إلى أنه سيطلع بوتين على الوضع في غزة، معرباً عن ثقته في أن «روسيا ستبذل جهوداً من أجل التوصل إلى تهدئة». ودعا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، توقف بموجبه المجموعات الفلسطينية المسلحة إطلاق القذائف على إسرائيل، في مقابل وقف إسرائيل عملياتها العسكرية ورفع الحصار.
وفي جانب آخر من أهداف زيارة عبّاس إلى موسكو، لا يزال وعد الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين بتقديم خمسين مصفّحة للسلطة الفلسطينية معلّقاً. ورغم التأكيد الروسي في أكثر من مناسبة أنها «معدّة للشحن»، إلا أن تصديرها إلى الجانب الفلسطيني يصطدم بالممانعة الإسرائيلية، إذ تريد تل أبيب أن يتم فك الرشاشات المتوسطة عنها.
ولا يوجد بين المسؤولين الفلسطينيين موقف موحّد من الأمر، فالبعض يرى أنها من دون رشاشات ستكون «عربات نقل لا جدوى منها»، في حين يوافق آخرون على كل ما يصل من موسكو وبأي شكل. وتشير مصادر روسية مطّلعة إلى توجّه وفد عسكري روسي رفيع المستوى قريباً إلى رام الله وتل أبيب لتسوية المسألة.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «إيتار تاس» الروسية، أمس، ان اجتماع مندوبي اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد في مبنى السفارة الأميركية في عمان، صادق على عقد مؤتمر مكمّل لمؤتمر أنابوليس في موسكو، إلا أن أياً من المشاركين في الاجتماع لم يؤكّد الخبر، ولا سيما في ظل المعارضة الأميركية الخفيّة والإسرائيلية العلنيّة للمؤتمر.