بغداد ــ الأخبارأعلنت «جبهة التوافق العراقية»، أمس، عودتها إلى حكومة نوري المالكي، بعد مضيّ نحو تسعة أشهر على انسحاب وزرائها الخمسة منها، فيما شهدت محافظة ديالى المضطربة تفجيراً دموياً سقط فيه 100 عراقي بين قتيل وجريح

بينما كان الوضع الأمني يشهد تحسّناً نسبيّاً في بلاد الرافدين في الفترة الماضية، في مقابل مراوحة الوضع السياسي لحالة الجمود والتردّي التي يعانيها، انقلبت الأوضاع. فالعراق شهد في الأسابيع الأخيرة عودة لارتفاع حصيلة قتلى العنف، بينما حمل يوم أمس انفراجاً هامّاً جداً على الصعيد السياسي.
وكان خروج وزراء «التوافق» السنّة، إضافة إلى وزراء التيار الصدري ووزراء إياد علاوي، قد حرم رئيس الوزراء نوري المالكي من مشروعيّة طائفيّة، إذ بقيت تشكيلته الوزاريّة طيلة هذه الفترة من دون تمثيل عربي سنّي. وعدديّاً، كانت وزارته تفتقد نحو نصف عدد أعضائها.
ولا شكّ أنّ عودة وزراء «التوافق» سيحمل انفراجاً كبيراً للمالكي المأزوم، وهو ما يأمل الرجل على الأقل أن يأتي ببعض الطمأنينة إلى وضعه المتأرجح داخلياً وخارجياً.
وأعلن النائب عن «جبهة التوافق»، ظافر العاني، أن قرار العودة إلى الحكومة قد اتُّخذ بالفعل. وأكد زميل العاني في الجبهة، النائب عزّ الدين الدولة، أنّ «أكثر المطالب التي كانت الجبهة تطالب بها قد نفذتها الحكومة»، مشيراً إلى أن هناك مطالب «لا يمكن تحقيقها إلا بوجود الجبهة داخل الحكومة».
وكشف رئيس الجبهة، عدنان الدليمي، عن أن التكتل انتهى من تسمية مرشحيه الخمسة لعضوية الحكومة، وأنه سيعلن أسماءهم بعد عودة المالكي من زيارته إلى بروكسل. وبخصوص منصب نائب رئيس الوزراء، أوضح الدليمي أن الجبهة رشّحت شخصين، هما رئيس «مجلس الحوار الوطني» خلف العليان، والقيادي في «الحزب الإسلامي» رافع العيساوي، لافتاً إلى أن الأمر متروك للحكومة لاختيار أحدهما لهذا الموقع.
وفي سياق الجدل الدائر حول انتخابات المحافظات المقرَّر إجراؤها في تشرين الأول المقبل، أشار المتحدث باسم التيار الصدري، صلاح العبيدي، إلى رغبة المرجع علي السيستاني، في مشاركة التيار في الانتخابات.
ورأى العبيدي أن السيستاني «لا يريد تفرد جهة معينة أو حزب سياسي بالسلطة لأي سبب كان». وأضاف «إننا، من خلال اتصالاتنا مع المرجعية، فهمنا أنها تريد إشراك جميع الأطراف السنية والشيعية والطوائف الأخرى في الانتخابات» المقبلة. وحذّر المسؤول الصدري من أن «محاولات إقصاء التيار ستكون نتائجها وخيمة وسلبية، وستولد الانفجار».
في هذا الوقت، حصد تفجير انتحاري، أمس، أرواح 51 شخصاً، وأدّى إلى جرح نحو 50 آخرين، في ديالى، بعد يوم واحد فقط على تفجيرات مماثلة أودت بما يزيد على 200 قتيل وجريح في المحافظات الشمالية. واستهدف التفجير، مجلس عزاء لعنصرين من «قوات الصحوة».
على صعيد آخر، أفاد الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، أن الحلف «سيكمل ويوسّع مهمة تدريب» الجيش العراقي، التي بدأها في عام 2004. وأضاف شيفر، بعد استقباله المالكي في مقر الحلف في بروكسل، «أنها بداية حقبة جديدة (من التعاون بين بغداد والحلف). كل حلفاء الأطلسي يودّون رؤية عراق مستقر». لكنه شدد على أن الحلف لا يفكر بأداء أي دور قتالي في بلاد الرافدين، و«لن يأخذ مكان التحالف الدولي» في إشارة إلى الاحتلال الذي تقوده واشنطن.
وأكّدت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس أنها لن تجتمع بنظيرها الإيراني منوشهر متّكي خلال مشاركتهما في الكويت على هامش اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق المنوي عقده في العشرين من الشهر الجاري.
إلى ذلك، أعلن الجيش التركي مقتل أحد جنوده وإصابة 13 آخرين، في اشتباك مع مقاتلين من حزب العمال الكردستاني، بالقرب من الحدود التركية ـــــ العراقية.
وعثر الجيش الأميركي على مقبرة جماعية جديدة في مدينة المقدادية تضم رفات 32 شخصاً، بعد أقل من أسبوع من العثور على مقبرة مشابهة في المدينة نفسها، ضمّت نحو 30 جثة.