بغداد، واشنطن ــ الأخبارتوتّرت الأجواء في مدينة البصرة مجدّداً، أمس، إثر قيام القوات العراقية بمحاصرة مقر التيار الصدري فيها.
ورأى المتحدث الرسمي باسم التيار، صلاح العبيدي، أن إجراءات قوات الأمن «خطوة تصعيدية تؤكد زيف ادعاءات الحكومة بأن هذه العمليات لا تستهدف استئصال التيار الصدري».
وأوضحت وزارة الداخلية، على لسان المتحدث باسمها عبد الكريم خلف، أنّ رئيس الوزراء نوري المالكي «أمر بإخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها الأحزاب والتيارات السياسية»، ضمن مهلة 48 ساعة، حيث إن المقر الحالي للصدريين في البصرة، هو أحد مراكز اللجنة الأولمبية العراقية سابقاً.
وفي السياق، دعت الكتلة النيابية الصدرية، إلى إنهاء الحصار عن مدينة الصدر. وأشارت الكتلة إلى أن «البصرة ومدينة الصدر تتعرضان لسياسة العقاب الجماعي». وكشف البيان عن أن عدد القتلى في المدينة بلغ 398، بالإضافة إلى جرح 1331 وهدم 98 منزلاً. هذا وقُتل جندي أميركي شمال بغداد مساءً.
إلى ذلك، نفى مصدر مقرّب من المرجع الديني، علي السيستاني، الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام عربية عن تدهور صحة السيستاني، معترفاً بأن «نشاطه قلّ» إبّان الحملة التي شنتها القوات الحكومية على «جيش المهدي» في المدينة، حيث لم يظهر في مكتبه، و«لم يستقبل أي وفد رسمي أو ديني أو شعبي خلال تلك الفترة».
وفي السياق، أكّدت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ قوّات الاحتلال بدأت ببناء جدار إسمنتي ضخم حول مدينة الصدر المحاصرة، وذلك لـ«منع دخول عناصر الميليشيات» إليها، في تكتيك شبيه بذلك الذي اتّبعته في المدن ذات الغالبيّة السنّية والتي تُعدّ معقلاً للتنظيمات السلفيّة والمقاومة.
ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل تسعة أشخاص في هجمات متفرقة في أنحاء العراق.
إلى ذلك، أكّد تقرير أصدره «مركز الدراسات الاستراتيجية» في جامعة الدفاع القومي التابعة لوزارة الدفاع الأميركيّة، أنّ الحرب على العراق أصبحت «كارثة رئيسيّة»، وأنّ نتيجتها «موضع شكّ».
وقال التقرير، الذي كتبه النائب السابق لوزير الدفاع جوزف كولينز، إنّه «رغم التحسّن الكبير في الأوضاع الأمنية، إلا أن نتيجة الحرب ما زالت موضع شكّ، وهناك غالبية كبيرة في العراق والولايات المتحدة تفضّل نوعاً من الانسحاب».