حسن شقراني22 نيسان 2008 موعد حاسم، بهامش كبير من الاحتماليّة، بالنسبة إلى الانتخابات التمهيدّية في الحزب الديموقراطي، تحضيراً للانتخابات الرئاسيّة في تشرين الثاني المقبل. السيناتوران باراك أوباما وهيلاري كلينتون يتواجهان منذ العام الماضي: تقدُّم المرشح الكيني الأصل يتكرّس يوماً بعد يوم (مع زيادة ملحوظة في نسبة تأييده من جانب «الناخبين الكبار»)، إلّا أنّ الصراع لم يحسم بعد، بانتظار أن تشفي بنسلفانيا غليله... أو حتى تعيد الأمل إلى كلينتون، التي عليها أن تفوز بفارق كبير لتضمن بقاءها إلى حين تحوّل المعركة إلى: «المرشحّ الديموقراطي» vs الجمهوري جون ماكاين.
قضايا كثيرة طرحت بين الخصمين. احتلال العراق: جدواه الأساسيّة وآليّات استكماله أو حدّه... الإجهاض: الأخلاقيّات التي تحكمه وارتباطها بالأديان في بلاد «الهجانة الحضاريّة» حيث تجد النسخ الأكثر تطرّفاً من الليبراليّة وتلك الأكثر جذريّة من «المبدأ المحافظ»... نظام الرعاية الصحيّة: كيف يمكن أن يشمل التأمين الصحي كلّ الشعب بأقّل أعباء على الميزانيّة العامّة؟... الاقتصاد الغارق في بؤرة ولّدها قطاع العقارات المترنّح بين مبدأ الحمائيّة (هل من فائدة حاليّة للتجارة الحرّة؟) وانفتاح الأسواق... الهجرة وكيفيّة هيكلة المجتمع: هل يغلب «غزو الملوّنين» استراتيجيّات المحافظين؟... قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها الملفّ الإيراني: استخدام القوّة أم اعتماد الدبلوماسيّة مع جمهوريّة إسلاميّة تريد تدمير «الوطن الديني» لأقوى لوبي في أقوى دولة في العالم؟.
حوّل الصراع في شأن تلك القضايا، الحزب الديموقراطي إلى ميدان صراع لم تشهده التمهيديّات الرئاسيّة من قبل. والتحدّي الآن يبرز في المستوى الذي ستكون عنده صفوف أنصاره مرصوصة لدى حلول موعد المعركة الكبرى: تحديد رئيس الولايات المتّحدة.
إلّا أنّ قضيّة أخرى، ربّما لم تلقَ الاهتمام المفروض، تعدّ التحدّي الكوني الأبرز كي يبقى الكوكب حياً من أجل الأجيال المقبلة: الاحتباس الحراري. وبانتظار إقرار صيغ تُطوّر وتخلق ملحقات لبروتوكول «كيوتو» (المرشحّان يتحدّثان عن عام 2050 كمحدّد زمني لخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 80 في المئة عن المستوى الذي كان عليه عام 1990)، تسعى الدول، المتقدّمة والنامية، إلى خفض انبعاثاتها (بجهود متفاوتة) فيما الولايات المتّحدة تزيد انبعاثاتها الحارّة بنسبة 10 في المئة سنوياً!.
بنسلفانيا ستحدّد مرحلة حساسّة من عمليّة خطّ المسار المقبل لأميركا. والرئيس جورج بوش يتحدّث عن «خطّة جديدة»! لمحاربة انبعاث الغازات الحارّة بحلول عام 2025. خطة «بدائيّة» بحسب وزير البيئة الألماني سيغمار غابريال...
لعلّ الديموقراطيّين يخفّفون حرارة معاركهم الداخليّة لمعالجة الخلل الذي ولّدته المعالجة «البدائيّة» للقضايا التي تهمّ أميركا والعالم خلال السنوات الثماني الماضية.