إسرائيل تصف العمليّة بـ«الاستراتيجيّة» و«حماس» تتوعّدها بالمزيد رائد لافيأثبتت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة مجدّداً، أول من أمس، علو كعبها وقدرتها على الابتكار، عبر عمليّة نوعيّة جديدة اخترقت خلالها معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) الإسرائيلي بثلاث سيارات مفخّخة، موقعة 13 جريحاً بين جنود الجيش الإسرائيلي، الذي شنّ غارات انتقامية على القطاع، ما أدى إلى استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم 3 مقاومين نفّذوا العملية التي أطلق عليها اسم «نذير الانفجار».
ونفذ ثلاثة مقاومين من «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس، عمليّة معقدة أدّت إلى جرح 13 جندياً إسرائيلياً في معبر كرم أبو سالم الواقع عند نقطة تلاقي الحدود بين القطاع ومصر ودولة الاحتلال، أقصى جنوب القطاع، وذلك قبيل ساعات قليلة من بدء الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
وقالت «كتائب القسام» إن المقاومين غسان أرحيم (23 عاماً)، وأحمد أبو سليمان (21 عاماً)، ومحمود أبو سمرة (24 عاماً)، استشهدوا خلال تنفيذ العملية التي أطلقت عليها اسم «نذير الانفجار». وكشف المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، أن «أربع سيارات مفخخة اخترقت معبر كرم أبو سالم، أكثر المواقع تحصيناً». وبدا في التسجيل التلفزيوني الذي نشرته «الكتائب» استخدام سيارات رباعية الدفع «جيب»، تشبه إلى حد كبير تلك التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أبو عبيدة، في مؤتمر صحافي، أن «دخول السيارات المفخخة كان من خلف خطوط العدو، وهي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات مع مجموعة من المجاهدين الاستشهاديين تحت غطاء كثيف من عشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل، كما تم إشغال حاميات الموقع العسكري بغطاء ناري كثيف من الرشاشات الثقيلة من وحدة الإسناد المشاركة في هذه العملية». وأضاف أن «المقاومين اشتبكوا بالرشاشات وقذائف الهاون مع الجنود الإسرائيليين داخل المعبر، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفهم»، غير أن مصادر الاحتلال أقرت بوقوع 13 جريحاً فقط.
وشدد «أبو عبيدة» على أن كتائب القسام «ستخرج للعدو الإسرائيلي في كل مرة من حيث لا يحتسب»، مبيناً أن «عملية نذير الانفجار بنوعيتها واختراقها لكل إجراءات الاحتلال الأمنية والعسكرية، دليل على أن خيارات كتائب القسام لا تزال واسعة، ولن يقف في طريقها سياج أو حدود أو تحصينات عسكرية».
أما الجيش الإسرائيلي، فقال من جهته أن عربتي جيب وآلية مصفحة اقتربتا من الحدود تحت غطاء الضباب وقذائف الهاون، وتمكّن الجيش من إحباط محاولة لتفجير سيارة ثالثة وقتل أربعة مقاومين فلسطينيين. وأضاف أن عربة مفخخة رابعة اقتربت من سياج أمني قرب مستوطنة كيبوتز نيريم شمالي معبر كرم أبو سالم، إلا أن القوات الإسرائيلية رصدتها وفجرتها قبل أن تسبّب أية أضرار.
ورأى قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالنت، أن هذه العملية هي الأكبر منذ تطبيق خطة فك الارتباط عن غزة عام 2005. وأشار إلى أن العملية كانت تهدف إلى قتل عدد كبير من الجنود وأسر آخرين.
ووصفت مصادر في الجيش الإسرائيلي العملية بأنها «استراتيجية». وقال ضابط رفيع المستوى لموقع «يديعوت أحرونوت» إن «إحباط محاولة تنفيذ عملية كبيرة في كيرم شالوم هو نجاح عملياتي للجيش، ولكن إذا تواصلت السياسة الدفاعية للجيش، فستنتهي عمليات كهذه بنتائج أكثر قساوة». وأضاف أن «إبداع المخربين، عبر استخدام عدة سيارات مفخخة، يستهدف تنفيذ عملية نوعية ذات آثار ثقيلة. ولا شك في أن سقوط قتلى أو النجاح بخطف جنود كان سيغير الصورة في قطاع غزة في فترة العيد وفي المستقبل».
وفي أعقاب العملية، شنت قوات الاحتلال سلسلة غارات على القطاع أدت إلى سقوط 10 شهداء.
واستشهد المقاوم في «كتائب القسام» محمد موسى (19عاماً) في غارة شرق بلدة جباليا شمال القطاع. واستشهد المقاوم نجيب نصر السرحي (24 عاماً)، وأصيب أربعة آخرون، عندما استهدفتهم طائرة استطلاع بصاروخ شرق حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة.
وفي ساعة متقدمة من ليل أوّل من أمس، استشهد أربعة من مقاومي «كتائب القسام»، وأصيب خمسة آخرون وصفت جروح ثلاثة منهم بالحرجة، بعدما استهدفتهم دبابات الاحتلال بصاروخين من نوع «أرض ــ أرض»، في محيط منطقة جبل الكاشف شرق بلدة جباليا شمال القطاع. ونعت «كتائب القسام»، في بيان، الشهداء الأربعة وهم: رياض عبد الله الطناني (34 عاماً)، ومحمد حسن عبد الرحمن (31 عاماً)، وزاهر عادل شامية (23 عاماً)، وهشام عبد الرحمن ظاهر (21 عاماً).
وأعلنت مصادر طبية استشهاد الفتَيَين أحمد عبد المجيد النجار (15 عاماً)، وبلال سعد الدهيني (16عاماً)، متأثرين بجروح خطرة. كما استشهد المواطن معين حمدونة (30 عاماً) في غارة على رفح. وسبق هذه الغارة قصف مدفعي إسرائيلي أدى إلى استشهاد المقاوم إيهاب أبو عمرو (21 عاماً).