أعلن الرئيس السوري بشّار الأسد، خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمس، أنّ المقاومة ستبقى القرار الاستراتيجي لبلاده. وجدّد تأكيد وجود جهود تبذلها «أطراف صديقة» لتحقيق الاتصال بين سوريا وإسرائيل، على قاعدة أن تعامل دمشق مع هذه الجهود سينطلق من مبدأ «رفض المفاوضات السريّة، والسعي لإقامة السلام العادل والشامل».وقال الأسد «كلّما اتضحت صورة صمودنا وتمسّكنا بعروبتنا ازدادت الحملات علينا شراسة، ولكننا قررنا أنّ المقاومة والممانعة هما قرارنا الاستراتيجي الذي سنتمسك به».
وشدّد على حرص بلاده على «أمن المنطقة واستقرارها»، وأشار إلى الجهود التي تبذلها لتحقيق هذه الغاية سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان.
وحول ما يُثار عن جهود تبذلها «أطراف صديقة» لتحقيق الاتصال بين سوريا وإسرائيل، قال «إن هنالك جهوداً تبذل في هذا الاتجاه وهي ليست حديثة، وقد تحدثنا عنها في مناسبة سابقة». وأضاف «في هذا الإطار فإن سوريا تعبر في كل مناسبة عن استعدادها لإقامة السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية». وكشف أنّ المبدأ الذي تنطلق منه بلاده هو «رفض المباحثات أو الاتصالات السرية مع إسرائيل مهما كان شأنها». وجزم بأنّ «كل ما يمكن أن تقوم به في هذا الشأن سيكون معلناً أمام الرأي العام في سوريا». وفي السياق، رأى أنّ المعيار في القبول بأي مباحثات «هو أن تتسم بالجدية وأن تلتزم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ولا سيما أنّ الجانب الإسرائيلي يعلم كل العلم ما هو مقبول وغير مقبول من جانبنا».
وعن القمّة العربية، جدّد وصفه إيّاها بأنها كانت «نجاحاً للعرب ولحرصهم على التضامن العربي بقدر ما كان نجاحاً لنا في توفير مناخات التوافق والتضامن، كما هو نجاح لكل مؤمن بقدرة العرب على الانتصار على ما يُحاك ضدّهم من تآمر، وهو دليل على أن التجاوب مع نبض الشعب العربي أهم وأبقى من الاستقواء بأي جهة خارجية». إلى ذلك، شدّد الرئيس السوري على «ضرورة توفير مناخات الحرية والنقد الإيجابي البنّاء والصراحة والشفافية من قبل الجميع (في سوريا)، أفراداً ومؤسّسات، ولا سيما لدى القيادات لأنّها تمكّننا من التعرف بصورة واقعية على المشكلات التي تواجهنا وعلى الحلول المناسبة».
(سانا)