رام الله ــ أحمد شاكركشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار» أمس، عن وجود ضغوط سعودية ـــــ مصرية على الرئيس محمود عباس، وسوريّة ـــــ يمنية على حركة «حماس» للسير في طريق الحوار الداخلي وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأكدت المصادر أن الدول العربية عدّت «إعلان صنعاء»، الذي وقع الشهر الماضي بين «حماس» و«فتح» في اليمن، «ميتاً وانتهى» بفعل استمرار إجراءات الانقسام بين الفلسطينيين واستمرار التحريض الإعلامي بين الحركتين. وأوضحت أن عباس تعرض لضغوط سعودية ـــــ مصرية لوقف مطاردة عناصر حركة «حماس» في الضفة الغربية والإفراج عن المعتقلين في سجون السلطة، في مقابل طلب سوري ويمني من حركة «حماس» لوقف ملاحقة عناصر «فتح» في قطاع غزة.
وأكدت المصادر أن مسؤولين مصريين نجحوا قبل أيام بعقد لقاء غير معلن، بين القياديين في «حماس» محمود الزهار وسعيد صيام والناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو مع ممثل الرئيس الفلسطيني في القاهرة نبيل شعت.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين تبادلوا خلال اللقاء وجهات النظر في سبل الخروج من المأزق الراهن وإنهاء الانقسام، وأكدوا أن أطرافاً داخلية وخارجية مستفيدة من الانقسام وتعوِّل على استمراره. وشددت حركة «حماس»، خلال اللقاء، على ضرورة أن يوقف عباس تعويله على الدعم الأميركي والمفاوضات مع إسرائيل «التي لا تحرز إلا عمليات عسكرية»، في مقابل طلب «فتح» من الحركة الإسلامية «وقف قمع الفتحاويين في قطاع غزة».
ووفق معلومات «الأخبار»، فإن عباس علم باللقاء من مدير الاستخبارات المصريّة عمر سليمان، وأنه بدى غاضباً من اللقاء الذي حصل من دون إذنه، وطلب من سليمان أن يبقي اللقاء سرياً في ظل زيارته لواشنطن، كي لا يتعرض لانتقادات أميركية وإسرائيلية.
بدوره، أكد النائب عن حركة «فتح»، أشرف جمعة، لـ«الأخبار» «وجود حراك وضغط عربي على حركتي حماس وفتح لإنهاء حالة الانقسام والبدء في حوار جدي يعيد اللحمة للساحة الفلسطينية». وأبدى تفاؤلاً لجهة التوصل إلى اتفاق ومصالحة بين «حماس» و«فتح» خلال الأشهر المقبلة، مؤكّداً أن الوضع الفلسطيني الشاذ «لن يستمر طويلاً».
وفي السياق، قال رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد إن «لديه اقتناعاً بأن داخل الساحة الفلسطينية أحزاباً وأناساً مستفيدين من بقاء الانقسام الداخلي، ولا يهمهم سوى مصالحهم الحزبية والفئوية»، مشيراً إلى «وجود تيار أصيب بالعمى ويريد وضع البيض الفلسطيني في السلّة الأميركية».
وأصر الأحمد، الذي وقع إعلان صنعاء عن حركة «فتح»، على إجراء انتخابات مبكرة للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، وهو المطلب الذي تشدد عليه «فتح» وترفض «حماس» مناقشته.
أما القيادي في «حماس» في الضفة الغربية، عاطف عدوان، فاستبعد أي تقارب مع «فتح» في الوقت الراهن، مشيراً إلى «وجود فيتو أميركي على حدوث التقارب». وشدد على أن «خيارات عباس محدودة جداً بعدما ألقى بنفسه تماماً في الخانة الأميركية وأصبح غير قادر على اتخاذ قراره السياسي بنفسه». وأشار إلى أن أبو مازن «لا يستطيع أن يقرر إذا ما كان يستطيع أن يلتقي مع حماس، رغم وجود أصوات كثيرة في فتح ومن أبناء شعبنا وبعض الدول العربية تدعو إلى محاورة حماس».