نجح المُرشَّح الرئاسي في الباراغواي، فرناندو لوغو، في رهانه على القضاء على الهيمنة السياسية لحزب الكولورادو المستمرة منذ 61 عاماً، بعدما كشفت النتائج شبه النهائية للعملية الانتخابية عن فوز المطران اليساري على حساب مرشحة الحزب الحاكم، بلانكا أوفيلار، التي أقرت بالهزيمة. ومع صدور أولى النتائج، تبيّن أن المشاركة أكبر من المتوقع، وأن الفوز هو حليف «أبي الفقراء» أيضاً. واستمر الفرز السريع حتى أصبح الفارق بين المتنافسين الأولين أكبر من الأصوات الباقية، فأعلنت المحكمة الانتخابية فوز فرناندو لوغو. وبعد فرز 92 في المئة من صناديق الاقتراع، التي شارك فيها 65.64 في المئة من الناخبين، حصل فرناندو لوغو على أكثر من سبعمئة ألف صوت (40.82 في المئة) أمام بلانكا أوفيلار (30،72 في المئة)، بينما حلَّ الجنرال المتقاعد لينو أوفييدو عن حزب «أوناسي» في المرتبة الثالثة بحوالى 22 في المئة من الأصوات. أمّا المركز الرابع فقد احتله رجل الأعمال بيدرو فضول عن حزب «الوطن الحبيب» بحصوله على 2.37 في المئة من الأصوات.
ولم تتوضّح بعد تشكيلة مجلس النواب، فيما تقدم حزب كولورادو في مجلس الشيوخ، ليبقى الحزب الأول، ومعه الحزب الليبرالي، الذي رشّح أحد أعضائه لمنصب نائب الرئيس، وأيضاً حزب «أوناسي»، على حساب حزب «الوطن الحبيب». ودخل اليسار للمرة الأولى إلى مجلس الشيوخ بممثلين من أصل عدد أعضاء المجلس الخمسة والأربعين.
وقد تؤدي هزيمة حزب كولورادو إلى تشرذمه، ولا سيما بعدما أعلن نائب الرئيس كاستي غليوني تحويل تياره إلى حزب «الكولورادو الأصيل»، فيما لوحظ أن المرشحة أوفيلار لم تذكر عرّابها الرئيس الحالي نيكانور دوارتي، كما لم يذكرها هذا الأخير الذي انتُخب شيخاً عن العاصمة. ووعد دوارتي بالانكباب على توفير انتقال حضاري للسلطة قبل الانتقال إلى المعارضة.
بعيداً عن هذه الحسابات الانتخابية، وفور صدور أول التوقعات، احتل آلاف من أنصار فرناندو لوغو شوارع وسط أسونسيون العاصمة، وأخذت تزداد أعدادهم طوال الليل، حيث بقوا يحتفلون حتى ساعات الفجر الأولى.
وكان لوغو قد توجّه سيراً على الأقدام إلى مدرسة تالافيرا ريتشر في حي لامباريه في ضاحية أسونسيون، حيث كان أول الناخبين في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يتوجه إلى كنيسة فيربو ديفينو حيث حضر القداس الإلهي.
(الأخبار)