الزهّار وصيام يسلّمان سليمان الردّ الرسـمي غـداً... و3 شهداء في القطاع
غزة ــ رائد لافي
القاهرة ــ خالد محمود رمضانوذكرت صحيفة «الأهرام» شبه الحكومية المصرية، أمس، أن القاهرة و«حماس» توصلتا إلى اتفاق بشأن التهدئة مع إسرائيل، وأن الحركة الإسلامية تسعى إلى إقناع حركة «الجهاد الإسلامي» بقبوله. وقالت إنها علمت من مصدر مطلّع أنه «تم التوصّل إلى اتفاق مبدئي مع حماس بخصوص أساليب التهدئة مع الإسرائيليين».
وأوضحت «الأهرام» أن سليمان سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لاستعراض الاقتراح المصري بخصوص التهدئة في القطاع أمام المسؤولين الإسرائيليين بعد اتفاق بين مصر و«حماس» بهذا الخصوص. لكن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قالت لصحيفة «هآرتس» إنه «لا علم لها بهذه الزيارة».
وأعلن القيادي في «حماس» غازي حمد أن الحركة «وافقت على وقف لإطلاق النار يبدأ في غزة، على أن يشمل الضفة الغربية في وقت لاحق»، مضيفاً أن حركته نقلت موقفها إلى مصر، وننتظر الموقف الإسرائيلي.
وفي السياق، علمت «الأخبار» من مصادر موثوقة أن «حماس» «ستردّ بشكل نهائي على المقترحات المصرية بشأن التهدئة مع إسرائيل، خلال لقاء سيعقده القياديان في الحركة محمود الزهار وسعيد صيام مع عمر سليمان في القاهرة غداً، وستسلّم الحركة القيادة المصرية تصوّرها النهائي والتفصيلي حول العرض المصري لإنجاز اتفاق تهدئة يقتصر على غزة».
وكشفت المصادر عن أن «تصوّر الحركة يتمثّل في وقف جميع عمليات المقاومة، بما فيها إطلاق الصواريخ المحلية الصنع، في مقابل وقف الاعتداءات الإسرائيلية ورفع الحصار وفتح معابر القطاع التجارية، إضافة إلى معبر رفح الحدودي مع مصر». وأضافت أن «حماس» «وضعت شرطاً في تصورها إزاء اتفاق التهدئة إذا اقتصر على قطاع غزة فقط، وهو أن تلتزم دولة الاحتلال بعدم الرد في ساحة القطاع على أي عمليات قد تنفذها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية».
ووفقاً للمصادر، فإن «ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط سيبقى منفصلاً وخارج سياق اتفاق التهدئة المرتقب، بحيث ستواصل مصر البحث لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين حماس والدولة العبرية، في حال نجاح عرضها الخاص بالتهدئة».
وأشارت المصادر إلى أن حركة «حماس» «حصلت على موافقة مبدئية من فصائل المقاومة الرئيسية في القطاع، في مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي، تقضي بالتزام التهدئة في القطاع، وقصر المقاومة على ساحة الضفة الغربية، في حال حصول مصر على موافقة إسرائيلية بهذا الخصوص». إلّا أن حركة «الجهاد الإسلامي» و«ألوية صلاح الدين»، أكدتا رفض أي حديث عن التهدئة لا يشمل الضفة الغربية.
وقالت مصادر مصرية إنه في حال الحصول على رد إيجابي من «حماس» فإن القاهرة «ستشهد زيارات لمسؤولين إسرائيليين لحسم هذا الاتفاق» الذي لفتت إلى أنه «يتضمن أيضاً صفقة لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن إسرائيل تنتظر اقتراحاً مفصلاً ستسلمه مصر لإسرائيل بهذا الخصوص. وتعزو مصادر إسرائيلية «التحول الظاهر في موقف حماس»، إلى الضغط الاقتصادي والعسكري على القطاع، من خلال الحصار والعمليات العسكرية.
وقالت الصحيفة إن «إسرائيل لم تردّ بقوة على الهجوم الذي شنّه مسلّحون من حماس على معبر كرم أبو سالم في جنوب القطاع، لرغبتها بمنع التصعيد في فترة الأعياد اليهودية. ولكن من الجائز أيضاً أن عدم الرد على الهجوم نابع من تجدّد الوساطة المصرية للتوصل إلى تهدئة».
وعلى صعيد الحوار مع «حماس»، قال المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إن «حماس لم تبدل موقفها، فهذه الحركة ما زالت لا تعترف بإسرائيل، ولا توافق على إبرام اتفاق سلام». وأضاف أن «حماس ترغب في الواقع بفترة تهدئة قد تعيد النظر فيها في أي لحظة ترى فيها أن الظروف تسمح لها بمعاودة أنشطتها الإرهابية». وأوضح أن «كل المساعي الرامية إلى إقناع حماس بتغيير مواقفها لا يمكن إلا أن تفشل».
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، بيتر ليرنر: «أعدنا فتح نقطة عبور صوفا بعد إغلاقها منذ الهجوم الفلسطيني على معبر كيرم شالوم الخميس الماضي، وذلك لتمكين 86 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية من العبور إلى القطاع».
ميدانياً، استشهد ثلاثة مقاومين من كتائب شهداء الأقصى (مجموعات الشهيد نبيل مسعود)، التابعة لحركة «فتح»، و«سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد، في عملية فدائية مشتركة أطلقت عليها اسم «خرق الحصون»، استهدفت موقعاً عسكرياً إسرائيلياً في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ونعت «كتائب الأقصى» و«سرايا القدس» الاستشهاديين الثلاثة وهم: عثمان أحمد أبو حجر (19 عاماً)، وفادي سالم (20 عاماً)، وإبراهيم محمود شلاش (20 عاماً).
وفي سياق تداعيات الحصار وأزمة الوقود في غزة، أعلنت سلطة الطاقة أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع ستتوقف عن العمل كلياً بحلول مساء اليوم، بسبب نقص إمدادات الوقود الناجمة عن الحصار، ما ينذر بغرق أجزاء واسعة من القطاع في ظلام دامس.


رايس: نصحتُ كارتر بعدم لقاء قادة «حماس»

انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لإجرائه محادثات مع مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، قالت إنها «نصحته» بعدم القيام بها، لأنها لن تساعد الفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين.
واستطردت رايس، على هامش مؤتمر الدول المجاورة للعراق والدول الكبرى، قائلةً إن «الولايات المتحدة لن تتعامل مع حماس، وأبلغنا بالقطع كارتر أننا لا نظن أن هذا الاجتماع مع حماس سيساعد الفلسطينيين». وأضافت: «وددنا التأكد من عدم حدوث أي لبس أو شعور بأن حماس تشارك بشكل ما في مفاوضات السلام التي يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت»، موضحةً: «نقول مجدداً إن عباس هو الزعيم الفلسطيني الملتزم بالسلام الذي نبذ العنف وتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية».
وكان كارتر قد صرّح أوّل من أمس بأن وزارة الخارجية الأميركية لم تنصحه بعدم التوجه إلى المنطقة، إلاّ أن رايس خالفته في ذلك، وقالت إنه أبلغ بلهجة مشددة أن التوجه إلى هناك «فكرة سيئة».
(رويترز)