strong>ميركل تدعو إلى نتائج في التحقيق باغتيال الحريري... وتشدّد على أهميّة «الاتّحاد المتوسّطي»
برلين ــ غسان أبو حمد
القاهرة ــ الأخبار
حضر الملف اللبناني بقوّة خلال جولة الرئيس المصري حسني مبارك الأوروبية، ولا سيما محادثاته في فرنسا وألمانيا. وأعلن أنه اتفق والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة إنهاء أزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان من دون إبطاء، وفق المبادرة العربية. وقال إنه بحث خلال لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أول من أمس، أبعاد الأزمة اللبنانية.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مبارك قوله، بعد لقائه ميركل، إن «أزمة الرئاسة في لبنان تحتاج إلى مزيد من الجهد والتشاور والحوار من أجل التوصل إلى حل لها». وعلّق على استقباله أخيراً في القاهرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: «لقد زارني بري أخيراً، ونحن لسنا مع طرف ضد طرف آخر، وكل ما يهمنا هو استقرار لبنان، ونحن نتحدث مع مختلف الأطراف، 14 آذار وغيرها». وأضاف أنه «أكد لبري ضرورة حل مشكلة الرئاسة اللبنانية وانتخاب رئيس للبنان»، مشيراً إلى أن بري أخبره بأن المشكلة تكمن في الخلافات بين سوريا والسعودية. وتابع أنه «لم يكن يعلم أنه سيؤجّل انتخاب الرئيس اللبناني مرة أخرى إلى أجل غير مسمى ربما يمتد أكثر من سنة».
من جهة أخرى، رحّب مبارك بدعوة المستشارة الألمانية لعقد مؤتمر وزاري في برلين، في شهر حزيران المقبل، لدعم المؤسسات الفلسطينية، وأعرب عن تطلّعه إلى أن يقترن ذلك بدعم سياسي يدفع بالمفاوضات الجارية إلى الأمام، ويحقق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ويغلق ملف الصراع الفلسطيني ــــ الإسرائيلي، ويفتح أمام الشرق الأوسط آفاقاً جديدة. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل في برلين، «اتفقت مواقفنا على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ووقف التصعيد والعنف، بما يهيّئ الأجواء لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى اتفاق سلام في أسرع وقت خلال العام الجاري».
من جهتها، قالت ميركل «لقد أجرينا مباحثات هامة بشأن الوضع في الشرق الأوسط ولبنان»، مؤكّدة «ضرورة تحقيق تقدم في هذا المجال، والانتهاء من الانتخابات الرئاسية. كما أملت التوصل إلى نتائج في ما يتعلق بلجنة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري».
وشدّدت ميركل على أهمية عقد مؤتمر دولي في برلين، هذا الصيف، لدعم قوات الأمن الفلسطينية، مشيرة إلى أن قيام دولة فلسطينية ممكن إذا استطاعت قوات الأمن الفلسطينية القيام بواجبها ومهماتها.
وتطرقت محادثات مبارك وميركل إلى قضيّة الاتحاد المتوسطي، الذي كان محور محادثات الرئيس المصري ونظيره الفرنسي في باريس، أول من أمس. وقالت المستشارة الألمانية إن «لقضية الاتحاد من أجل المتوسط أهمية بالغة لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي». وأضافت أن «الاتحاد الأوروبي برمّته يشعر بمسؤولية حيالها، وليس فقط الدول المطلّة على المتوسط».
وكان مبارك قد أعرب، أول من أمس، عن «دعمه القوي» لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط، بعد محادثاته مع ساركوزي. وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، جان دافيد ليفيت، للصحافيين إن الرئيسين «أعربا عن رغبتهما في مناقشة تفصيلية لهذا الموضوع المهم، وقاما بذلك بروحية من التفاهم الكامل، فأعلن الرئيس مبارك، بكثير من الحرارة، دعمه القوي لهذا المشروع المهم الذي قدمته فرنسا»، والمتعلق بتنظيم قمة في 13 تموز في باريس تضم كل الدول المطلة على المتوسط والدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وذكر ليفيت أن المشروع ينص على إقامة رئاسة لشمال المتوسط، وأخرى للجنوب، إضافة إلى سكرتارية ومدير للشمال وآخر للجنوب.
وتابع الدبلوماسي الفرنسي «ترى فرنسا أن السكرتارية يجب أن تكون على الضفة الجنوبية، إلا أنه لا يجوز لفرنسا أن تقرر عن دول الضفة الجنوبية. لا بد من أن يكون هناك تشاور بين هذه الدول». وأضاف: «نعرف جميعاً وزن مصر ودورها الأساسي على الساحة العربية والمتوسطية والأفريقية، ودور حكيم المنطقة الذي يقوم به الرئيس مبارك. وأنتم تستمعون إليّ، بإمكانكم أن تتخيّلوا الرسم التشبيهي لرئيس ممتاز محتمل، وأن تتخيّلوا الدولة التي يمكن أن تؤدي دوراً هاماً، إلا أن شيئاً من هذا لم يتحدد بعد».