بغداد ــ زيد الزبيديرأت مصادر سياسية عراقية أنّ إعلان رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، تكليفه من قيادات في التيار الصدري، التوسّط لدى الجانب الأميركي لوقف المعارك في مدينة الصدر، يحمل دلالات كثيرة وكبيرة، ولا سيما أنّ التيار الصدري سبق وأعلن في مرات عديدة أنّه لا يفاوض المحتلّ، بل تقتصر علاقته على الحكومة العراقية.
وذكّرت المصادر بأنّ التيار الصدري سبق أن خاض معارك شرسة مع حكومة علاوي خلال معارك النجف في عام 2004، إذ كان رئيس أوّل حكومة انتقاليّة يصفه مقتدى الصدر بأنه عدوّ لا يختلف عن «الشيطان الأكبر».
وجاء إعلان علاوي للوساطة في مؤتمر صحافي كان من بين حاضريه القيادي في التيار الصدري فتاح الشيخ، الذي برّر الوساطة بأنها تتعلق بالأوضاع الإنسانية في مدينة الصدر. وكشف علاوي عن طلب تقدم به وفد من التيار الصدري للوساطة لدى قوات الاحتلال من أجل إيقاف العمليات العسكرية في مدينة الصدر.
وقال علاوي إن «أعضاء في مجلس النواب يمثلون التيار الصدري اتصلوا بي للتوسّط لدى القوات الأميركية لإيقاف العمليات العسكرية وحل أزمة مدينة الصدر شرقي بغداد». وأضاف: «هناك مفاوضات نجريها مع هذه القوات لحل الأزمة مع التيار الصدري».
ونقلت وكالة «موسوعة الرافدين» عن مصادر مطلعة ومقربة من قيادة التيار الصدري قولها إن الأطراف الصدرية التي اتصلت بعلاوي، وطلبت منه الوساطة مع القوات الأميركية، عرضت عليه أموراً عديدة تقوم بها في مقابل وقف العمليات العسكرية في مدينة الصدر.
ومن بين هذه الأمور، إبداء الاستعداد الكامل «لتقديم معلومات كاملة عن المجموعات الخاصة المرتبطة بإيران وتسليم بعض القيادات المطلوبة في مدينة الصدر والشعلة، بالإضافة إلى تمديد تجميد جيش المهدي لأكثر من سنة وعدم مهاجمة القوات الأميركية خلال هذه المدة، في مقابل عدم ملاحقة القادة الآخرين من جيش المهدي».
وأشارت المصادر إلى أنّ عبارة «عدم ملاحقة القادة الآخرين» تجد تفسيراً لها بعد إعادة تحريك ملف اغتيال عبد المجيد الخوئي، بحيث صدرت مذكرات إلقاء قبض على مقتدى الصدر وعدد من أقرب مساعديه على خلفيّة اتهامهم بالعمليّة.
وكان مستشار الأمن القومي موفق الربيعي، المقرب من الأوساط الأميركيّة، قد أعلن أنّه طلب من عائلة الخوئي إعادة تحريك الملف، لإلقاء القبض على مقتدى الصدر وبعض المقربين منه.
وأوضحت المصادر أنّ «هذه الصفقة تأتي في ظل التكتم الكبير الذي يفرضه التيار الصدري على الاستعداد لها، والذي وصل إلى مرحلة بعيدة من التقدم».
كما رأى مراقبون للشأن العراقي أنّ تنصّل التيار الصدري من المفاوضات مع الحكومة وطلب الوساطة مع الأميركيّين بدلاً منها، يعرّض التيار لعلامات تساؤل كثيرة بشأن عدم مطابقة الأفعال مع أقوال زعيم التيار الصدري، الذي يسعى إلى الإيحاء بأنّه يخاطب الطرف العراقي دائماً، ويرفض أي عملية تفاوض مع القوات المحتلة «الإرهابية» على حدّ تعبيره.