تشيني طالب أردوغان باستخدام «أنجرليك»... وباريس دعت إلى «التريّث»باريس ــ بسّام الطيارة

نقلت مجلة «لو كنار أنشينيه» الأسبوعية الفرنسية عن «مصادر عسكرية رفيعة المستوى» قولها إن الولايات المتحدة تحضّر لحرب وشيكة على إيران، وإن المصادر استندت في تحليلها إلى طلب نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، من رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان منح «المقاتلات الأميركية إمكان استعمال الأجواء التركية» إذا استدعت الحاجة وهو «ما رفضه المسؤول التركي مباشرة». وبحسب مصادر عديدة متقاطعة، فإن الخطة الأميركية الجديدة تقضي بتجنب قصف منشآت نووية تجنباً لردات فعل دولية إسلامية وحتى عربية، وتكتفي بحرب على «نمط صربيا» تهدف إلى زعزعة أسس النظام عبر قصف دعائمه العسكرية والاقتصادية.
وبحسب الخطة، التي تناولتها أكثر من جهة، فإن القصف سيتركز على قواعد الحرس الثوري الإيراني وبعض القواعد العسكرية التي تنطلق منها «المساعدات الموجّهة للعراق». ويرى واضعو هذه الخطة أنه يمكن تقديمها على أنها «عمل انتقامي عقابي من طهران» وليست حرباً.
ويشير أكثر من مصدر إلى أن تعيين ديفيد بترايوس على رأس القيادة الوسطى الأميركية، وهي منطقة العمليات التي تغطي الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ووسط آسيا، ما هو إلا تحضير لمواجهة «التحديات الأمنية»، التي يصفها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأنها «غير تقليدية». مع العلم أن بترايوس يخلف الأميرال وليم فالون، الذي استقال في نهاية شهر آذار بسبب ما قيل عن خلاف مع الرئيس جورج بوش عن مجرى الحروب في المنطقة ومعارضته خطط توسيع الحرب لتشمل إيران. وكان القائد الجديد للقيادة الوسطى قد أقر بأن خلافه مع فالون يعود إلى معارضة الأخير «حرباً محتملة على إيران».
وتقول بعض الأوساط إن الرئاسة الفرنسية قد اطلعت على هذه الخطط، لكنها «طالبت بالتريث بانتظار وضع سلسلة جديدة من العقوبات عبر مجلس الأمن»، التي قد يصادف إقرارها استلام باريس رئاسة الاتحاد الأوروبي في مطلع تموز. وبحسب أكثر من متابع للملف الإيراني في باريس، فإن الرئيس نيكولا ساركوزي يخشى ربط تصريحات وزير خارجيته برنارد كوشنير من «أن إيران أمام خيارين: تفكيك برنامجها النووي أو الحرب»، الذي أثار استياءً كبيراً في فرنسا وفي الخارج، وبين حملة عسكرية على إيران تزيد من صورة فرنسا التي تنفذ السياسات الأميركية، وخصوصاً بعد قبول الإدارة الفرنسية طلب الولايات المتحدة رفع مساهمتها العسكرية في أفغانستان.
ومن المعروف أن الملف الإيراني يتابعه في وزارة الخارجية المدير السياسي جيرار أرو، وكان قد صرح قبل يومين خلال مداخلة تلفزيونية أنه «لن يتم التوصل إلى سلام مع إيران من دون الولايات المتحدة»، وأن فرنسا وأوروبا لا يمكنهما أخذ دور واشنطن في هذا الملف.
وتأكيداً على أن واشنطن تحضر «جدياً» لعملية عسكرية، كشفت بعض المصادر أن الإدارة الأميركية قدمت طلباً للمجلس العسكري الأعلى التركي، متجاوزة الحكومة التركية، لاستخدام قاعدة أنجرليك، وأنها بررت طلبها «للعسكر الأتراك» بأن الاتفاقات مع الحلف الأطلسي تسمح للقوات الأميركية باستعمال القاعدة، وأن ما تطلبه ليس إلا «تسهيلات جوية».
وقد يفسر هذا الطلب «التشنج الذي ظهر أخيراً بين الحكومة التركية وقيادة الأركان»، والذي كانت قد بدأت تباشيره بعد الغارة الإسرائيلية على شمال سوريا في السادس من أيلول الماضي، حين طالبت الحكومة القيادة العسكرية بتبرير عدم إيفادها بتقارير وافية لخرق الطيران الإسرائيلي للأجواء التركية.
ويرى مراقبون أن الإفادات بشأن «تعاون نووي كوري شمالي ـــ سوري» أمام الكونغرس تهدف إلى تحضير الرأي العام بشكل عام والكونغرس بشكل خاص لاقتراب الخطر الكوري النووي من حدود تركيا، أي حدود الحلف الأطلسي وإسرائيل، ما يبيح ضربة لإيران.