دمشق: يريدون فقط ممارسة مزيد من الضغط على بيونغ يانغواشنطن ــ الأخباروقال النائب الجمهوري، بيت هوكسترا، بعد جلسة الكونغرس والاطلاع على ما وصفت بأنها «معلومات سريّة» عن علاقة نوويّة بين سوريا وكوريا الشماليّة: «إنها قضية انتشار نووي وآسيا». وأضاف أن على «كوريا الشمالية أن تقدم أجوبة واضحة ومثبتة عن التعاون مع سوريا قبل رفع اسمها عن لائحة الإرهاب الأميركية».
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، إن الـ«سي آي إيه» عرضت على المشرعين «شريطاً مصوّراً يتضمّن صوراً لمنشأة نوويّة سوريّة». وقال مسؤول آخر «إن المنشأة كان من الممكن أن تنتج البلوتونيوم لتغذّي فعليّاً أسلحة نوويّة، لكنها دُمِّرَت قبل بدء عملها».
وشارك في الجلسة مدير الـ«سي آي إيه» مايكل هايدن ورئيس مجلس الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي.
وادعى مسؤولون أميركيون أن الشريط المصوّر يظهر خبراء من كوريا الشمالية في الموقع. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن الشريط يظهر تصميم المفاعل المزعوم، وقد رسم على شاكلة المفاعل الكوري وإنه مماثل له في الكثير من الملامح الداخلية والخارجية، ومنها عدد الفتحات الخاصة بقضبان الوقود.
وقال المسؤولون أنفسهم إن إسرائيل عرضت هذا الشريط على إدارة الرئيس جورج بوش قبل ضربها المنشأة السورية في أيلول من العام الماضي، وذلك بعدما شكك البيت الأبيض في صحة المعلومات التي أوردتها تل أبيب للحصول على الضوء الأخضر للقيام بهذا الهجوم. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين سيبلغون الكونغرس أن سوريا لم تحاول إعادة بناء المفاعل.
وشكك ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن العالمي والمفتش السابق عن الأسلحة لدى الأمم المتحدة، في توافر أي أدلة على أن هذه المنشأة كانت جزءاً من منظومة نشطة لتصنيع أسلحة نووية. وقال إنه «لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل رصدتا أي منشآت سورية لفصل البلوتونيوم أو تصنيع أسلحة نووية». وأوضح أن «عدم وجود مثل هذه المنشآت لا يدل على أن المفاعل المزعوم هو جزء من برنامج نووي نشط»، مشيراً إلى أنه ليس هناك دليل على أن التعاون بين سوريا وكوريا الشمالية قد امتد لما بعد تاريخ الهجوم. ونقلت الصحيفة عن السفير السوري لدى واشنطن، عماد مصطفى، قوله إن عرض هذا الشريط قد يكون تكراراً للعرض الهزلي الذي قامت به الولايات المتحدة أمام الأمم المتحدة في آذار عام 2003 حينما عرضت صوراً تبرهن بها على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل. وأعرب عن أمله ألّا يلدغ الأميركيون من جحر الخداع مرتين.
وقال مصطفى إن سوريا «ليست المقصودة بهذا الإجراء، بل إن المقصود هو كوريا الشمالية»، مشدداً على أن دمشق «لم تحاول الحصول على تكنولوجيا نووية، لأنها تعي الوضع الدولي، كما رأت ما فعلته الولايات المتحدة بالعراق، حتى عندما لم يكن لديه برامج نووية». وقال: «إننا لم نشأ أن نمنح واشنطن الذريعة لمهاجمة سوريا».
وفي السياق نفسه، قال سفير سوريا لدى بريطانيا، سامي الخيامي، إن الاتهام يهدف إلى الضغط على كوريا الشمالية في المحادثات بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي. وقال: «إنهم يريدون فقط ممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية. هذا هو سبب هذه القصة. هذه مناورة سياسية قبل المحادثات مع كوريا الشمالية لممارسة مزيد من الضغط عليها».