strong>جملة مقترحات قدّمتها طهران في محاولة للتخفيف من النتائج السلبية التي فرضتها الضغوط الدولية عليها، بسبب برنامجها النووي. لكن هذه المقترحات اتخذّت طابع التصحيح في النظام الدولي ذي «الأحادية القطبية»، بدلاً من استجداء، قد يرسّخ علاقة جدلية بين الضعيف والقوي
دعت إيران، أمس، إلى حلّ مشاكل النظام العالمي المتمثّلة بـ«الأحادية القطبية»، وربطت الأمن العالمي بأمنها، فيما تستعد الدول الست المعنية بمتابعة الملف النووي الإيراني للاجتماع يوم الجمعة المقبل في لندن.
وبحث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، مع القائم بأعمال الأمن القومي الروسي، فالنتين سوبولوف، الذي حضر إلى طهران على رأس وفد رفيع المستوى، سلّة المقترحات الإيرانية لـ«حلّ شامل».
وقال جليلي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سوبولوف، إن «المقترحات تمثّل أرضية مناسبة لعودة محادثات طهران مع مجموعة الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا)، مضيفاً «السلّة تتألف من محاور عديدة تتناول على الخصوص المسائل السياسية والأمنية».
وفي ما يتعلق بالعلاقات الدولية، اقترح المسؤول الإيراني «أن تبادر القوى المؤثّرة في الساحة الدولية إلى التفاوض، بعضها مع بعض، في إطار سلسلة من الاتفاقات»، رابطاً بين الأمن العالمي وأمن طهران بقوله: «لم يعد بالإمكان إنكار قوة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية، وفي إطار الأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي». وأضاف: «تعزيز أمن إيران هو تعزيز للأمن العالمي».
وشدّد جليلي على أنّ بلاده تتفق مع موسكو على العديد من المسائل الدولية، وأوّلها «أنّ العالم لا يمكن أن يكون أُحادي القطب»، داعياً إلى التحرّك من أجل عالم «متعدّد الأقطاب»، وإلى اتخاذ القرارات الدولية من خلال التعاون المتبادل بين جميع البلدان.
من جهته، وصف سوبولوف البرنامج النووي الإيراني بـ«السلمي»، مؤكداً انعقاد لقاءات عديدة بين الطرفين في المستقبل. وتطرّق المسؤول الروسي إلى قضية احتجاز شحنة تجهيزات خاصة بمحطة بوشهر النووية في جمهورية آذربيجان، مشيراً إلى أنّ القضية ستُحلّ قريباً. وأضاف أنّ الجانبين أكّدا خلال مباحثاتهما ضرورة تنفيذ التعهدات، سواء لناحية تصدير التجهيزات أو تمويل المشروع في موعده المحدّد.
في هذا الوقت، اجرى مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونن، محادثات في طهران، من أجل الاستفسار عن «الدراسات المزعومة» بشأن برنامجها النووي العسكري.
وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، غلام رضا اغازاده، ان هذه المحادثات، لم تسفر عن اي نتيجة ملموسة. وغادر هاينونن مساء متجها الى فيينا فيما بقي اثنان من مساعديه في ايران، لاستكمال المحادثات.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنّ اجتماعاً جديداً لمجموعة الدول الست (5+1) المعنية بمناقشة الأزمة النووية الإيرانية، سيُعقد الجمعة المقبل في لندن، برئاسة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، ومشاركة وزراء خارجية فرنسا والصين والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا.
من جهة أخرى، أعلن القائد العسكري الإيراني محمد كوثري «أن القوات المسلَّحة على أتم الاستعداد لمواجهة أي اعتداء محتمل من جانب أميركا». وقال كوثري: «إننا نراقب كل تحركات القوات الأميركية في البحر والبر، وسنرد على ‌أي تحرك نواجهه».
بدوره، استبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن توجّه واشنطن ضربة عسكرية لبلاده بسبب وضعها في العراق، ولأنّ «الأميركيين لا يريدون إدخال أنفسهم في فشل ذريع جديد، عواقبه ستكون مؤلمة على المنطقة والعالم».
وفي السياق، أكّد القائد الأسبق لقوات الحرس الثوري، اللواء يحيى صفوي، وجود نفوذ سياسي ومعنوي لبلاده في الدول المجاورة لإسرائيل، مستبعداً في الوقت نفسه تعرّض إيران لضربة إسرائيلية أو أميركية. وقال صفوي إن أقطاب هذا «الكيان اللقيط»، إسرائيل، يخشون إيران لهذا النفوذ المعنوي.
إلى ذلك، اتفقت إيران وباكستان، خلال محادثات أجراها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره الباكستاني برويز مشرف في إسلام آباد أمس، على حلّ جميع المسائل المتعقلة بمشروع خط أنابيب الغاز الإيراني إلى باكستان والهند.
وكان الرئيس الإيراني قد وصل إلى إسلام آباد في وقت سابق، أمس، في زيارة قصيرة لباكستان، وهو في طريقه إلى سريلانكا. ومن المقرر أن يتوقف نجاد في نيودلهي أثناء عودته، حيث سيكون مشروع أنابيب الغاز في أساس محادثاته مع المسؤولين الهنود.
وفي نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الإيرانية، التي أجريت يوم الجمعة الماضي، حقّق المحافظون فوزاً كبيراً بلغ 69 في المئة من مقاعد مجلس الشورى. وقال وزير الداخلية مصطفى بور محمدي «إنّ النتائج النهائية للفرز أظهرت تفوّق المحافظين على الإصلاحيين الذين فازوا بـ16 في المئة من المقاعد، بينما فاز المستقلّون بحوالى 14 في المئة».
وبحسب نتائج الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية، توزّعت الخريطة السياسية لمجلس الشورى الإسلامي الجديد على الشكل التالي: 200 نائب محافظ، و50 إصلاحياً، و40 مستقلاً.
وكان بور محمدي قد ذكر أنّ عملية التصويت جرت بسلاسة ومن دون وقوع أي حوادث، وأن وزارة الداخلية اتخذت كل التدابير اللازمة لإجراء هذه الانتخابات. إلاّ أنّه ما لبثت أن وقعت اشتباكات في أعقاب شائعات عن تلاعب بنتائج الانتخابات في دائرة إيلام غرب إيران، مّا أدى إلى مقتل نحو خمسة أشخاص.
وفي حادث متصل، أمرت لجنة مراقبة الصحف، التي يهيمن عليها المحافظون، صحيفة «هامبستيغي» الإصلاحية بالتوقّف عن الصدور، بعدما فصلت رئيس تحريرها منذ ثلاثة أشهر ولم تُعيّن بديلاً منه.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)