strong>وفد من الفصائل إلى القاهرة... وبلير يعدّ قائمة حواجز لإزالتها من الضفّة
غزة ــ رائد لافي
ضربت إسرائيل أمس بجهود التهدئة في قطاع غزة عرض الحائط، بارتكابها مجزرة راح ضحيتها سبعة فلسطينيين، بينهم 4 أطفال وأمهم، في وقت تستضيف فيه مصر وفداً من فصائل المقاومة لإقناعه بالهدنة، التي لم تحدّد تل أبيب موقفاً رسميّاً منها بعد، وسط أنباء عن «ضغوط أميركية» للقبول بها قبل زيارة الرئيس جورج بوش للدولة العبرية.
واستشهدت ميسر أبو معتق (43 عاماً)، وأربعة من أطفالها هم: أحمد (4 أعوام)، وهناء (5 أعوام)، وردينة (6 أعوام)، والرضيع مسعد (عام واحد)، بعدما أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخاً سقط على بعد عشرة أمتار من منزل المواطن أحمد أبو معتق في بلدة بيت حانون شمال القطاع، قبل أن تطلق صاروخين إضافيين سقطا عند باب المنزل مباشرة، بحسب الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ماهر لبد.
وأشار لبد إلى أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت بشكل رئيسي مجموعة من مقاومي الفصائل الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد المقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إبراهيم سالم حجوج (20 عاماً).
ووصف الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، المجزرة بأنها محاولة إسرائيلية لتخريب جهود التهدئة، وعرقلة عملية التسوية السياسية. إلا أن الجيش الإسرائيلي ادعى، في بيان، أن المجزرة نتجت من متفجرات كان يحملها مقاومان فلسطينيان في المكان، لا من قصف إسرائيلي. وقال: «لقد استهدف الطيران رجلين مسلحين كانا يقتربان من الجنود الإسرائيليين وهما يحملان على ظهريهما حقيبتين كبيرتين. وحدث انفجار ضخم بعد الهجوم، ما يفيد بوجود قنابل ومتفجرات داخل الحقيبتين».
وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك «حماس» مسؤولية المجزرة، مضيفاً أن «حماس التي تنشط داخل تجمعات سكنية، وحتى إنها تضع عبوات ناسفة بين سكان مدنيين، مسؤولة أيضاً عن قسم من المصابين المدنيين غير الضالعين في الأعمال القتالية».
وفي وقت لاحق، أعلن المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، معاوية حسنين، أن «معاذ الأخرس (22 عاماً) استشهد برصاصة أطلقها جنود الاحتلال في بلدة بيت حانون» في شمال قطاع غزة.
وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها أبو عبيدة، عن قنص ستة جنود إسرائيليين من جنود النخبة في قوات الاحتلال، التي أقرّت بإصابة اثنين من جنودها.
وفيما بدأ وفد من المقاومة الفلسطينية يضم ممثلين عن الجبهتين الشعبية والديموقراطية ولجان المقاومة الشعبية، زيارة إلى مصر لتسليمها الموقف من التهدئة غداً الأربعاء، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن رئيس الدائرة الأمنية والدبلوماسية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس جلعاد، يجري محادثات مكثفة مع المصريين بشأن اتفاق لوقف النار، ضمن وساطة رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان، موضحةً أن هناك ضغوطاً متنامية من الولايات المتحدة ومصر للتوصّل إلى صفقة قبل زيارة بوش في 14 أيار المقبل.
وقالت الصحيفة إن سليمان أرجأ زيارته إلى إسرائيل إلى بداية الأسبوع المقبل، حتى يتسلّم رداً نهائياً من مختلف الفصائل الفلسطينية في ما إذا كانت تقبل بنود صفقة التهدئة. وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى: «بافتراض أن الفصائل ستقبل البنود، فإن سليمان سيزور إسرائيل في بداية الأسبوع المقبل لصياغة الموقف الإسرائيلي نهائياً». وحذّر من أنه «إذا رفضت إسرائيل الصفقة، فإنها قد تلحق الضرر بالعلاقات مع مصر، وقد يُفسّر ذلك على أنه ضربة لهيبة سليمان».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن وزير الدفاع إيهود باراك يميل إلى إقرار اتفاق التهدئة، شرط أن تسبق الخطوة ضمانة مصرية بتنفيذ الشروط، وتسريع عملية تحرير جلعاد شاليط.
في المقابل، أعرب ضباط إسرائيليون رفيعو المستوى عن معارضتهم وقف العمليات العسكرية ضدّ «حماس» في غزة. وذكرت «جيروزاليم بوست» أن أشد المعارضين هو قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يواف غالانت، الذي حذر من أن الحركة الإسلامية ستستخدم التهدئة لإعادة ترميم بنيتها التحتية المتضررة.
وبعد إعلان رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل أن مصر هي التي عرضت التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، انتقدته صحيفة «الجمهورية» المصرية الحكومية، قائلة إن «منطق الأشاوس الذي تحدث به يوضح العقلية السياسية لهذه الحركة التي ليس مهماً عندها أن تستمر المعاناة ويدوم الحصار، المهم ألا تهتز صورتها في أعين مموليها».
إلى ذلك، قال مسؤولون إن مبعوث السلام للشرق الأوسط طوني بلير أعد قائمة بالقيود على السفر والتجارة في الضفة الغربية التي يريد أن تزيلها إسرائيل لدعم محادثات السلام مع الفلسطينيين. وأضاف المسؤولون، الذين استمعوا لعرض موجز بشأن القائمة، أنها تدعو إلى إزالة عدد من حواجز الطرق الرئيسية، ومنها حاجز قرب مستوطنة بيت إيل يقيِّد سفر الفلسطينيين من مدينة رام الله وإليها.
واجتمع بلير أمس مع باراك الذي يتردد حتى الآن في إزالة نقاط التفتيش والحواجز الكبرى، مجادلاً بأنها ضرورية لمنع المسلحين الفلسطينيين. وقال متحدث باسم بلير: «لا يمكننا مناقشة تفاصيل ما نتحدث بشأنه مع الإسرائيليين».
وبعد محادثات بلير وباراك، فتح جنود إسرائيليون نقطة تفتيش تفصل مدينة نابلس عن عشرات من البلدات والقرى الأصغر في شمال الضفة.