واشنطن ـ محمد سعيدأكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أنه عاد خالي الوفاض من واشنطن، ولم يحرز تقدماً في محادثاته التي أجراها مع الرئيس الأميركي جورج بوش، يوم الخميس، في شأن عملية التسوية، فيما بدا متشائماً إزاء التوصل إلى أي اتفاق مع إسرائيل هذا العام. وقال أبو مازن إنه سيعود إلى الأراضي الفلسطينية حاملاً القليل مما يقدمه بعد هذه المحادثات، مضيفاً: «لم يتحقق أي شيء لغاية الآن، ولكننا ما زلنا نقوم بعمل مباشر للتوصل إلى حل».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عنه قوله، عقب مغادرته الولايات المتحدة، «إذا انتهى عهد بوش من دون اتفاق، نكون قد وصلنا إلى مأزق صعب جداً، وعلينا نحن الفلسطينيين أن نتدارس الخطوة المقبلة».
وعلى الرغم من خيبة أمله، قال أبو مازن إنه سيواصل اللقاءات المنتظمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، على أمل التوصل إلى التسوية. لكنه أوضح عدم وجود خطط لعقد قمة ثلاثية مع بوش وأولمرت في شرم الشيخ، مشيراً إلى أن الشيء الوحيد الذي أنجزه في زيارته إلى واشنطن هو طرح الشروط الفلسطينية لأي تسوية سلمية.
وأكد أبو مازن رفضه مطلب إسرائيل إصدار إعلان مبادئ قبل نهاية ولاية بوش بديلاً من اتفاق كامل للسلام يتناول كل قضايا المرحلة النهائية وإقامة الدولة الفلسطينية ووضع تفاصيله وجداوله الزمنية. وقال: «لا نريد إعلان مبادئ، لأن لدينا واحداً»، في إشارة إلى اتفاق أوسلو عام 1993.
وقال مساعدو أبو مازن إنه كان منزعجاً بعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، يوم الأربعاء الماضي. وأوضحوا أنه «لدى نقاش الشكل الذي ستكون عليه عملية السلام، لم تشر رايس إلى الهدف الفلسطيني بإقامة دولة في حدود عام 1967». وقال أبو مازن «لقد طالبناهم بالحديث عن حدود 67، لم يتحدث أي منهم عنها».
وقال مساعد رفيع المستوى لرئيس السلطة الفلسطينية، في حديث خاص لـ«الأخبار»، إن الانطباع الذي خرجوا به هو أنه لا توجد «إدارة أميركية» في الفترة الحالية تستطيع اتخاذ قرار، وإنهم واثقون الآن بأن بوش ورايس لن يقدّما للفلسطينيين الحل الذي وعدوا به قبل نهاية ولاية بوش في نهاية العام الجاري.
في هذا الوقت، حذّر مستشار أبو مازن للشؤون السياسية، ياسر عبد ربه، من أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم الضفة الغربية والسيطرة على القدس ووادي الأردن. وقال إن «الفلسطينيين لا يعلمون ما إذا كانت المنطقة متجهة نحو حلول وسط أم نحو كارثة».