ذكرت مصادر في أجهزة الاستخبارات الكوريّة الجنوبية، أمس، أن عشرة كوريين شماليين قتلوا في الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل في 6 أيلول الماضي على منشأة في دير الزور في سوريا، مشيرة إلى أنهم «كانوا يشاركون في بناء مفاعل نووي في إطار اتفاق سري بين بيونغ يانغ ودمشق». وأفادت المصادر، بحسب التلفزيون الياباني، أن «العناصر من مكتب الإنتاج العسكري في حزب العمال (شيوعي) الحاكم في كوريا الشمالية وجنود سبق لهم أن شاركوا في بناء منشآت نووية للنظام الشيوعي». وأوضح التلفزيون الياباني أن «مكتب الإنتاج العسكري مكلف بيع أسلحة وتكنولوجيا عسكرية في الخارج لقاء عملات صعبة تحت إشراف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل مباشرة».وذكر المصد نفسه أن «جثث الضحايا أحرقت في سوريا وأرسل رمادها إلى كوريا الشمالية»، مشيراً إلى أن «كوريين شماليين آخرين نجوا من القصف، لكن لا معلومات عن مصيرهم».
وفي واشنطن، قال مشرّعان أميركيان إن «الولايات المتحدة قدمت حججاً قوية على أن سوريا أقامت مفاعلاً نووياً بمساعدة كوريا الشمالية، ولكنها ما كان يجب أن تنتظر أشهراً بعد تدمير إسرائيل للمنشأة حتى تطلع الكونغرس على معلوماتها الاستخبارية».
وقال النائب بيت هوكسترا، أبرز جمهوري في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إن المسؤولين العسكريين والأمنيين قدموا «أدلة دامغة» للمشرّعين في الأسبوع الماضي عن الموقع النووي السوري، لكنه أضاف أن الإفادة «تركت أسئلة جادة من دون إجابة، بما فيها ما إذا كانت كوريا الشمالية تدعم جهود انتشار الأسلحة النووية في أماكن أخرى». وتابع «لو كانت هذه المعلومات قد عرضت منذ سبعة أشهر أمام لجنة الاستخبارات بأكملها، لكنا قضينا الأشهر السبعة الماضية ونحن ننقّب ونفتش».
وقالت السيناتور دياني فاينشتين، وهي ديموقراطية من ولاية كاليفورنيا، إن المعلومات التي قدمتها الإدارة «مقنعة، ولكن وقت الكشف عنها مريب للغاية». وانتقدت الإدارة لعدم توجهها مباشرة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت «لو تم التعامل مع الأمر بصورة واضحة في الوقت نفسه، فلربما كانت محادثات كوريا الشمالية قد حققت نجاحاً أكبر ولكانت سوريا قد وضعت في موقف تعتبر فيه التسوية مع إسرائيل أكثر ملاءمة. ولكنها الآن يمكن أن تنسف الموقف».
بدوره، تجنّب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند التعليق على قضية المفاعل النووي المفترض في سوريا. وسُئل خلال مؤتمر صحافي عن موقف بلاده من هذه القضية والكشف عن أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) أبلغ الحكومة البريطانية بأن سوريا تبني مفاعلاً نووياً، فأجاب «نحن لا نعلق عادة على مسائلنا الأمنية، لكننا نتعامل بجدية متناهية مع تحدي نظام منع انتشار الأسلحة النووية لأن آخر ما تحتاج إليه منطقة الشرق الأوسط الآن هو سباق تسلح نووي».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)