«الجهاد» تلتزم بالاتفاق ولا تقره... وباراك يرى الوقت «للمواجهة»رام الله ــ أحمد شاكر
غزة ــ رائد لافيوقال القيادي في «حماس» محمود الزهار، في لقاء سياسي أمام أنصار الحركة في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة: «إذا قررت إسرائيل الرفض، فإنها ستدفع ثمناً كبيراً لرفضها. نحن شعب محاصر، وليس أمامنا إلا أن نستخدم كل أدواتنا للدفاع عن أنفسنا ضد إسرائيل». وشدد الزهار على أن «إسرائيل لديها 200 رأس نووي، ولدى الشعب الفلسطيني 200 ألف رأس يريدون الاستشهاد وتفجير أنفسهم في الإسرائيليين». إلّا أنه أعرب عن اعتقاده بالتزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتهدئة، مشيراً إلى أن مدير الاستخبارات العامة المصرية عمر سليمان سيتكفل بإعلان ساعة الصفر للتهدئة إذا وافقت إسرائيل عليها خلال زيارته المرتقبة الأسبوع المقبل.
ورفض الزهار مواقف بعض الفصائل الفلسطينية التي انتقدت التهدئة، قائلاً إن «هذه الفصائل رفضت المشاركة في المؤتمر المناهض لأنابوليس بسبب المليون ونصف المليون دولار التي قدمت لها من الرئيس أبو مازن»، في إشارة غير مباشرة إلى الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين.
وفيما تبحث فصائل المقاومة الفلسطينية في القاهرة في عرض التهدئة للوصول إلى موقف فلسطيني موحد قبل الزيارة المرتقبة لسليمان لإسائيل، علمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية أمس، أن حركة الجهاد الإسلامي لن توقّع إعلان التهدئة، وستتحفظ لعدم تزامن التهدئة في الضفة الغربية مع غزة، لكنها ستوقف عملياتها العسكرية ضدّ إسرائيل التزاماً بالإجماع الفلسطيني.
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن اسمها، أن وفد الجهاد الإسلامي الذي يتكون من نائب الأمين العام للحركة زياد النخالة، وممثل الحركة في لبنان أبو عماد الرفاعي، سيبلغ المسؤولين المصريين التزام الجهاد بالتهدئة بتحفظ، من دون توقيعها الاتفاق.
وبرّرت المصادر ذلك بالقول إن توقيع التهدئة «يعني إقراراً فلسطينياً بانقسام الضفة الغربية عن غزة، وترسيخ الوضع الفلسطيني الشاذ، وهو ما ترفضه معظم الفصائل الفلسطينية وتصرّ على أن تشمل التهدئة الضفة والقطاع».
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن «الوقت الآن هو للمواجهة مع حماس أكثر منه للتهدئة». وأضاف: «في الوقت الراهن، نخوض مواجهة مع حماس، هذه طريقة أفضل لوصف ما يجري أكثر من الحديث عن الهدنة». وتابع أن «حماس مسؤولة عن العنف التي تعرض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر. إسرائيلي ستواصل التحرك ضد الإرهابيين في غزة».
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن إسرائيل تُجَرّ إلى الهدنة جراً بضغط من مصر، وبسبب خشية الحكومة الإسرائيلية من الثمن الذي سيتكبده الجيش الإسرائيلي على صعيد الخسائر البشرية إن هي قررت اجتياح القطاع.
وعن مجزرة بيت حانون أول من أمس التي أودت بحياة امرأة وأطفالها الأربعة، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن تحقيقاً أولياً أشار إلى أن «طائرة حربية إسرائيلية استهدفت مجموعة من رجال المقاومة بصاروخين سقطا عند باب منزل آل معتوق مباشرة، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد المقاومة، ودمرت الشظايا باب منزل أبو معتق لتتناثر داخله».
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن أسفه لاستشهاد المواطنة الفلسطينية وأطفالها الأربعة في القصف الإسرائيلي، إلاّ أنه حمّل «حماس» مسؤولية مقتل المدنيين جراء القصف الإسرائيلي. وقال، خلال افتتاحه اجتماع الحكومة، إن مسلحي «حماس ينشطون داخل تجمعات سكنية، ويحولون بذلك سكان غزة إلى جزء لا يتجزأ من حربها على إسرائيل».
وعيّن الجيش الإسرائيلي ضابطاً برتبة عقيد لإجراء تحقيق في المجزرة، على أن يقدم اليوم ما توصّل إليه.
ميدانياً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، استشهاد مريضتين هما سعاد سعيد قشطة، وإنعام فراج أبو مر، جراء منع قوات الاحتلال الإسرائيلي لهما من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج.