حيفا ــ فراس خطيبنشرت إحدى الجماعات اليهودية الحريدية، أمس، آلاف النسخ من كتيّب في الأوساط الحريدية، تحت عنوان «ضحايا أفران الغاز يتهمون: حقائق مقززة بشأن قادة الصهيونية في فترة المحرقة»، وصفت من خلاله قادة تيار «الصهيونية الدينية» بأنهم «مجرمو المحرقة اليهودية»، ومتهمةً إياهم بـ«لامبالاتهم بسفك دماء إخوتهم اليهود، وإجهاض محاولات إنقاذهم، ودفع المصالح القومية». كما وصف الكراس العلمانيين بأنَّهم «أعداء الأمة».
وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن المبادرين ينتمون إلى التيار «المعادي للصهيونية»، لافتة إلى أنهم دوّنوا على غلاف الكتيّب، بوضوح، أسئلة تمثّل «لائحة اتهام بحق القيادة الصهيونية في حينه»، بينها: «هل تعرف أين اختفت الأموال التي أرسلت ليهود هنغاريا؟ هل تعلم في أي فترة كانت البقرة تساوي أكثر من 500 عجوز في وارسو؟».
الكتيّب عبارة عن مجموعة مقالات نشرت للمرة الأولى في الستينيات، وأعيدت طباعته مرة أخرى اليوم، ويباع مقابل خمسة شواكل (دولار ونصف).
وجاء في كتب أيضاً «يجب وضع العلمانية ومفكّريها على كرسي الاتهام، وكشفهم على أنهم أعداء الأمة»، وأن «القادة الصهاينة مسؤولون عمّا كان يمكن فعله لإنقاذ اليهود من المحرقة ولم يُفعل»، وأن هذه التصرفات سارت ضمن «خطة موجهة وأساسية».
وقال الباحث في المحرقة، المحاضر في كلية تل حاي الإسرائيلية، افياهو رونين، إن الكتيّب لا يُعدّ «بحثًا تاريخياً»، موضحاً أن الناشرين «استغلوا معلومات لإثبات ادّعاءات كاذبة، وتناولوا حقائق وربطوها بعضها ببعض، لخلق صورة مشوّهة، كأن اليهود لم يهتموا بالحريديين خلال المحرقة».