القاهرة ــ الأخبارمبارك استخدم تعبيره الأليف «محدودي الدخل» ليوصل رسالة محددة بأنه سيظل المدافع عنهم في مواجهة أي تغيرات، وهي إشارة يمكن فهمها على أنها خطوة من الرئيس يعيد فيها تقديم نفسه على أنه «منقذ الفئات المتضررة من السياسات الاقتصادية»، وأنه شيء وحكومته شيء آخر. وهي طريقة معروفة في امتصاص الغضب الشعبي استخدمها مبارك مرات عديدة.
الرئيس المصري لم يذكر إضراب ٦ نيسان مباشرة، إلا أنه ركز على ارتفاع الأسعار وشرح بالتفصيل أن أزمة الغلاء عالمية، وأنها نتيجة لاستخدام الدول الأوروبية المواد الغذائية في توليد الطاقة. وشدّد على أنه أصدر تعليماته وتوجيهاته للحكومة بتجاوز الأزمة، في إشارة إلى أن ما يحدث ليس مسؤوليته، بعدما ربطت الجماهير الغاضبة في المحلة الكبرى بين الرئيس وارتفاع الأسعار، وداست صورته بالأحذية خلال أحداث ٦ و٧ نيسان الماضي.
خطاب مبارك مثّل رسالة سياسية مربكة لحركة إضراب أيار المقبل. والسؤال الآن: هل ستستمر الدعوة إلى الإضراب أم إن وعود الرئيس ستنزع الفتيل؟
وعود مبارك لم تكن وحدها المربكة لتنظيم الإضراب. كذلك كانت حال دعوة مرشد «الإخوان» المسلمين محمد مهدي عاكف لأعضاء جماعته إلى المشاركة في إضراب ٤ أيار، بعدما رفضت الجماعة المشاركة في تحرّك ٦ نيسان «لأنها لم تتلقّ دعوة ولأن وراء الإضراب قوة مجهولة».
انتشر خبر مشاركة «الإخوان» على رسائل الهاتف المحمول القصيرة، قبل أن يصدر البيان الذي تعلن فيه الجماعة تأييدها للإضراب وتجاوبها مع الدعوة إلى التزام المواطنين بيوتهم، لكن من دون المساس بمرافق الدولة أو الممتلكات العامة والخاصة، وألا يؤدي الاحتجاج السلمي إلى نوع من الفوضى. قيادات «الإخوان» قالوا إن الدعوة إلى المشاركة كأفراد لا كجماعة، وإن المشاركين لن يرفعوا شعارات ولافتات الجماعة.
تعددت تفسيرات إعلان «الإخوان»، ولا سيما أنها تأتي بعد أيام من تسريب أخبار عن مقاطعة الجماعة مع أحزاب سياسية لإضراب أيار. التفسيرات تسير في اتجاه أنها «لعبة» من الجماعة تحاول من خلالها ركوب الموجة واستخدام الإضراب للرد على أحكام المحكمة العسكرية على نائب المرشد خيرت الشاطر ومجموعته، وبهذا يكون هجوم «الإخوان» على إضراب نيسان نوعاً من انتظار صفقة لم تتم للإفراج عن الشاطر.
التفسير الثاني يميل أكثر للمؤامرة، بحيث تكون مشاركة «الإخوان» محاولة لضرب التحرك، الذي بدا عفوياً ومستقلّاً عن التيارات السياسية، وخصوصاً أن دخول الجماعة سيمنع قطاعات واسعة من المشاركة.
إلى ذلك، اعتقلت أجهزة الأمن المصرية ٤ أشخاص من أقارب المعتقلين على ذمة أحداث المحلة بعد إضراب مفتوح أعلنته عائلات المعتقلين للمطالبة بالإفراج عنهم.