أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أن العملية العسكرية في قطاع غزة التي انتهت أمس «ستتكرر في المستقبل»، إذا ما استمر إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل. وهدد، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأن «ما حدث في الأيام الأخيرة ليس لمرة واحدة، لا بالدخول ولا بالخروج، وكل شيء وارد، هجمات جوية وبرية وعمليات عسكرية خاصة، كل شيء على طاولة البحث». وأضاف: «هم (الفلسطينيون) سيشعرون بما سنفعله وكيف وكم ولماذا، وسننفذ ذلك وفقاً للأهداف التي وضعناها لأنفسنا».وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت أخيراً عن أن إسرائيل شنت العملية العسكرية في القطاع بسبب إطلاق صواريخ «غراد» على مدينة عسقلان، التي يبلغ عدد سكانها 120 الفاً. لكن أولمرت قال إنه «لا شك بأن الوضع في غزة حتّم رداً مختلفاً عن الردود التي نفذناها في الأشهر الأخيرة».
وتجنباً لردود فعل سلبية من سكان مستوطنات محيط غزة، وخصوصاً سديروت، رفض أولمرت ربط قرار العملية بإطلاق الصواريخ على عسقلان. وقال: «إن حياة سكان البلدات المحاذية للحدود مع القطاع مهمة وغالية بالنسبة إليّ مثل حياة بقية سكان إسرائيل».
وتطرق أولمرت إلى العملية التفاوضية وإعلان السلطة الفلسطينية تعليق المفاوضات مع إسرائيل. وقال: «إذا لم نستمر في العملية السياسية فسنضطر إلى مواجهة واقع غزة في كل الضفة الغربية. ومن لا يرَ هذا، فإنه ببساطة يكذب على نفسه. لا توجد طريقة لمنع عملية على غرار غزة في الضفة الغربية من دون اقتراح أفق سياسي، ويجب القيام بذلك مع قيادة تريد اتفاقاً معنا وتتحفظ على الإرهاب ومهتمة بالسلام». وقال إن «سياسة الحكومة ستكون بتوجيه ضربات لحماس التي لا تريد التفاهم ومواصلة المفاوضات السياسية مع الجهات البراغماتية في السلطة الفلسطينية». واضاف أنه «إذا عرفنا كيف نحافظ على مسار تعمل فيه إحدى يدينا بالمفاوضات فيما اليد الأخرى تضرب بكل القوة رؤوس قادة المنظمات الإرهابية، فإننا سنحقق إنجازات».
كما قدمت جهات عسكرية أمام اللجنة تقريراً أمنياً تحدثت فيه عن أنه تم «إطلاق أكثر من 20 صاروخ غراد مصدرها إيران». كما قالت الجهات نفسها إن «الجيش قصف أكبر معمل لصناعة الصواريخ في قطاع غزة». وادعى أن المسؤول عن المعمل وأفراد عائلته قتلوا في القصف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه على الرغم من خروج القوات من القطاع، إلا أن عملية «شتاء ساخن» لم تنته وأنه سيواصل تنفيذها حالياً من الجو، إلى جانب عمليات موضعية تقوم بها القوات البرية. وأكدت مصادر أمنية لـ«معاريف» أنه في حال إطلاق صواريخ مكثفة باتجاه إسرائيل ستعود قوات الجيش بـ«أحجام كبيرة» للعمل في القطاع. وشدد على أن الجيش «سيضرب حماس كما حصل في الأيام الأخيرة».
وفي الإطار نفسه، نقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنه «لا يمكن تغيير الوضع من خلال عملية عسكرية واحدة، لكن لا شك في أن سلسلة عمليات عسكرية ستشن، وخلال ذلك علينا إبداء الصبر وطول نفس، وستتلقى المنظمات الإرهابية ضربة شديدة، وسيؤدي هذا الأمر أيضاً إلى تغيير الوضع الميداني، وأيضاً في مجال صواريخ القسام».
ورأى وزير الدفاع، إيهود باراك، خلال جلسة كتلة حزب «العمل»، أن «عمليات الجيش في القطاع انتهت بضربة شديدة للمنظمات الإرهابية». وأكد أن «الواجب الأعلى لإسرائيل هو إعادة الهدوء والأمن إلى مواطني الجنوب». وشدد على أن «حماس والمنظمات التخريبية في قطاع غزة تلقت ضربة شديدة جداً».
من جهة أخرى، دعا الوزير العمالي، عامي أيالون، إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة مع «حماس» للتوصل إلى وقف إطلاق النار، موضحاً أنه سيعرض ذلك إضافة إلى أفكار أخرى في جلسة المجلس الوزاري المصغر غداً. وقال، لـ«هآرتس»: «إذا كنا نفاوض حماس على جلعاد شاليط، فلماذا لا نتحاور على وقف لإطلاق النار؟». وأشارت الصحيفة إلى أن أيالون عرض مواقفه على أولمرت وباراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، إلا أن ثلاثتهم اعترضوا، لأن ذلك برأيهم يتيح لـ«حماس» تنظيم صفوفها والتزود بالسلاح.
وأوضح أنه يؤيد وقف إطلاق نار من موقف قوة يشمل القطاع فقط، بحيث يسري على كل الفصائل الفلسطينية، موضحاً أنه «لا يدور الحديث عن مفاوضات سياسية»، مقترحاً أن يؤدي المصريون دور الوسيط. وقال إن «حماس» «تتزود بالسلاح من دون وقف إطلاق نار». وتساءل: «كيف استطاعوا الحصول على صواريخ غراد؟».