واشنطن ـ محمد سعيدكشفت تحقيقات داخل منظمة «فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين»، التي يترأّسّها زياد العسلي، عن فضيحة جديدة تمثّلت باختلاس مديرها التنفيذي، رأفت الدجاني، جزءاً من التبرّعات التي تلقتها خلال ما يزيد على 15 شهراً، تُقدّر بعشرات الآلاف من الدولارات.
وقال بيان أصدرته المنظمة، وتلقت «الأخبار» نسخة منه، إنّ التحقيقات التي أجرتها في الأسبوع الثالث من كانون الثاني الماضي كشفت هذه الاختلاسات من دون تحديد قيمتها.
وأوضحت المنظّمة، التي يطلق عليها منتقدوها اسم «فريق العمل الأميركي ضدّ فلسطين» بسبب مواقفها وسياساتها المناهضة للحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتحويل للشعب الفلسطيني وخصوصاً حقّ العودة للاجئين وحقّ تقرير المصير، أنّها قدّمت نتائج تحقيقاتها في شأن الدجّاني إلى سلطات الأمن الأميركية بعدما واجهته بها، إلّا أنّها لم توضح طبيعة الإجراءات الأخرى التي تعتزم اتخاذها ضد الدجاني الذي شوهد ليلة الجمعة الماضي يسهر في أحد ملاهي واشنطن بصحبة بعض الفتيات.
وقال أعضاء في مجلس إدارة المنظمة إنّ نقاشاً داخلياً جرى بشأن فضيحة الاختلاس، وإن العسلي لم يكن راغباً في إثارتها علناً بسبب الصلة الوثيقة التي تربطه بالدجاني حيث يعتبره بمثابة ابنه. غير أنّه رضخ لضغوط الآخرين بضرورة الإعلان عما حدث وتسليم القضية للسلطات الأميركية.
ولفت أحد أعضاء المجلس إلى أنّ الدجاني، الذي كان بحكم منصبه مسؤولاً عن كل الشؤون الإدارية والمالية، قد فتح حساباً مصرفياً خاصاً له باسم المنظمة إلى جانب حسابها العادي، الذي يحمل الاسم نفسه. وكان يودع على فترات بعض الشيكات التي تصل من المتبرّعين في حسابه من دون علم العسلي، وهو ما كشفه بالمصادفة اثنان من الموظفين الأميركيين في المكتب وأبلغا العسلي بذلك.
يُذكر أنّ «فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين» لا يحظى باحترام الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، ليس بسبب تبنّيه «حلّ الدولتين» للصراع العربي الإسرائيلي الذي تروّج له إدارة الرئيس جورج بوش، لكن بسبب النهج الذي تتّبعه في الدفاع عن ذلك. كما يتهم منتقدو المنظّمة بتبني معايير الممارسة الصهيونية التي تصف مقاومة الاحتلال بأنّها «إرهاب».
ويُلاحظ أنّه في الوقت الذي دانت فيه منظّمات عربيّة وإسلاميّة أميركيّة إلى جانب منظّمة «هيومن رايتس ووتش»، المجازر التي ترتكبها قوّات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لم يصدر عن «فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين» وقيادته أيّ تصريح أو بيان بهذا الشأن. بل إنّ العسلي نشر مقالاً في صحيفة «واشنطن تايمز» يمتدح فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، الذي قال إنّ التزامه «عمليّة السلام ليس موضع شك»، داعياً الإسرائيليين إلى مساعدة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، وحكومته، التي يرأسها سلام فياض، وإلى إضعاف سيطرة حركة «حماس» في قطاع غزة.
كما حذر الدول العربية من تقديم أيّ مساعدة للحركة الإسلاميّة بدعوى أن أيّ انتصار تحقّقه سيعني تقوية للجماعات السياسية الإسلامية في تلك الدول.