تزامناً مع إعلان السلطات الإسرائيلية الانتهاء المؤقّت للعمليّة العسكريّة التي شنّتها منذ السبت الماضي على شمال قطاع غزّة، وخصوصاً في جباليا، استمرّت ردود الفعل العربيّة والدوليّة، المندّدة بالمجزرة التي ارتكبتها قوّات الاحتلال في القطاع المحاصر.ففي دمشق، تظاهر عشرات الآلاف من السوريّين، وساروا أمام مقرّ مجلس الشعب، ملوّحين بأعلام سورية وفلسطينية، وأخرى لحركة «حماس»، رافعين صوراً للرئيس بشار الأسد، ولافتات تقول: «أنقذوا أهلنا وأطفالنا في غزة»، و«الويل لكم أيّها الصهاينة القتلة»، وهاتفين: «سلّحونا سلّحونا على غزة ابعتونا». كما توجّهوا إلى الأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله، بالقول: «يا نصر الله ويا حبيب اقصف اقصف تل أبيب».
وأفادت وكالة الأنباء السوريّة، «سانا»، بأنّ تظاهرة أخرى نظّمتها الفصائل الفلسطينيّة في مخيم باب النيرب في حلب، «ندّدت بالجرائم الإسرائيلية بحقّ الأطفال والنساء والشيوخ».
وفيما عبّر الشارع عن غضبه، دانت القيادة المركزية لـ«الجبهة الوطنية التقدمية» الحاكمة، المؤلّفة من 10 أحزاب، العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واصفةً إيّاها بأنّها «حرب مدمّرة». وشدّدت على أنّ «الحرب التي شنتها إسرائيل لقيت تشجيعاً من أوساط دوليّة معروفة، مترافقة مع إرسال الولايات المتحدة قطعها البحرية إلى شرق المتوسط (في إشارة إلى المدمّرة الأميركيّة «يو أس أس كول» المرابطة قبالة الشواطئ اللبنانيّة)، ترهيباً لكلّ من يقف مقاوماً ضد مخططاتها التي ترسمها للمنطقة». وناشدت «قوى التقدّم والسلام في العالم أن تبادر إلى رفع صوتها عالياً إدانةً لهذه المحرقة الإسرائيليّة».
كما دانت جماعة «الإخوان المسلمين» السوريّة المحظورة، «المجزرة الإسرائيليّة ضد الشعب الفلسطيني» وأعلنت استنكارها للتواطؤ الدولي بالتغطية على «جرائم إسرائيل»، وطالبت بوقف «محرقة غزة وحرب الإبادة في فلسطين». وقالت الجماعة، في بيان وُزّع في لندن، إنّ «ما يقع على أرض فلسطين وشعبها منذ وعد بلفور إنما هو استنساخٌ للمحرقة النازية ».
وفي طهران، قال مرشد الثورة الإسلامية الإيرانيّة، علي خامنئي، إنّ «صمت العالم الإسلامي» إزاء ما تقوم به إسرائيل في غزة من «أعمال قلّ مثيلها وغير مقبولة مطلقاً». ودعا الأمّة الإسلاميّة إلى أن «تهبّ في وجه هذا الكيان الغاصب وعلى زعماء بلدانها ورفع صرخات السخط بوجهها».
واتهم خامنئي الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حربها. وقال إنّ «الحكومة الأميركيّة، من خلال دعمها لهذا الكيان المستكبر والطاغي، لطخت أيديها بدماء الشعب الفلسطيني المظلوم».
أمّا وزير الخارجيّة المصري، أحمد أبو الغيط، فقد دعا «حماس» إلى وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأنّ ذلك هو «السبيل الوحيدة للضغط على إسرائيل لإيقاف هجماتها العسكرية». ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» عنه قوله إنّ مصر تجري اتصالات مع الحركة الإسلاميّة، لأنها القوة المسيطرة على قطاع غزة.
وفي البحرين، دان «المجلس الإسلامي العلمائي»، أعلى مرجعيّة لدى الشيعة في البلاد، العمليّة الإسرائيليّة، واصفاً إيّاها بأنّها «محرقة وحشيّة مروّعة».
كما دانت الحكومة الكويتيّة «المجازر الوحشيّة» التي ترتكبها إسرائيل، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى «تحمّل مسؤوليّاته أمام مواصلة إسرائيل سياسات القتل والتدمير».
وفي روما، شدّد وزير الخارجية الإيطالي، ماسيمو داليما، على أنّ التفاوض هو «أفضل السبل» لوقف العنف في غزة، مستبعداً «إرسال قوّات دوليّة إلى القطاع»، لأنّ الشروط اللازمة لذلك غير متوافرة. وقال، في مؤتمر صحافي، إنّ «من الضروري السعي لبلورة هدنة، فحماس مستعدّة للتفاوض» إلّا أنّ السلطات الإسرائيلية «رفضت حتى اللحظة اتّباعه».
وتحت عنوان: «أغيثوا غزة وأوقفوا حرب الإبادة ضد الفلسطينيين»، تداعت في برلين الجمعيّات الفلسطينيّة والعربيّة بالإضافة إلى «رابطة المغتربين اللبنانيين»، إلى وقفة استصراخ واحتجاج جماهيرية في وسط العاصمة الألمانيّة.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)