حماس»: مصر تعاملت مع الجرحى بـ«عقليّة أمنيّة» غزة ـ رائد لافي
فيما انسحبت قوّات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، واصلت طائراتها الحربيّة غاراتها الجوية التي أوقعت 3 شهداء، بينما لم تكترث فصائل المقاومة الفلسطينية بالتهديدات الإسرائيلية، وواصلت إطلاق الصواريخ المحليّة الصنع في تجاه سديروت وعسقلان والمواقع العسكريّة المحيطة بالقطاع.
واستشهد المقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، محمد عبد الرحمن مهنا (24 عاماً)، وأصيب مقاوم آخر بجروح خطرة، في غارة جوية استهدفت مجموعة من المقاومين في بلدة بيت حانون، شمال القطاع.
كما استشهد المقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكريّة لحركة «حماس»، أسعد القهوجي (23 عاماً)، وأصيب آخر بجروح متوسطة، في غارة جوية استهدفت مجموعة من «المرابطين» والمقاومين في حيّ الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفي وقت سابق من ليل الاثنين ـ الثلاثاء، استشهد المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، محمد أبو حجر (18 عاماً)، وأصيب 3 مدنيّين، جرّاء قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية تجاه عزبة عبد ربّه في مخيم جباليا، شمال القطاع.
وبحسب المصادر الطبية الفلسطينية، بلغت حصيلة التصعيد العسكري الإسرائيلي المتنامي منذ الأربعاء الماضي نحو 124 شهيداً، بينهم 49 امرأة وطفلاً، مرجّحة ارتفاع عدد الشهداء خلال الساعات المقبلة نظراً لوجود عدد كبير من الجرحى في حال الخطر الشديد.
وقالت المصادر إن من بين ضحايا العدوان الإسرائيلي في مخيم جباليا 39 طفلاً، و10 نساء، ومسعفَين، وموظفاً في سلطة الطاقة، فيما أُصيب أكثر من 350 فلسطينياً، بينهم 92 طفلاً، و42 امرأة، بينما اضطرت الطواقم الطبية إلى بتر طرف واحد لسبعة مصابين، وبتر طرفين لثلاثة آخرين.
وقدّرت مصادر فلسطينيّة في وزارة الأسرى والمحرّرين عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال خلال توغلها في جباليا على مدار يومين بنحو 80 فلسطينياً، ليرتفع عدد أسرى غزة في سجون الاحتلال إلى نحو ألف أسير.
وفي هذه الأثناء، واصلت فصائل المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ المحليّة الصنع وقذائف الهاون تجاه البلدات والمواقع الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل الأراضي المحتلّة عام 48. وأقرّت مصادر عسكرية إسرائيلية بسقوط عدد من الصواريخ في سديروت وعسقلان (المجدل)، أصاب أحدها منزلاً سكنياً من دون وقوع إصابات.
وشدّد المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسّام»، أبو عبيدة، على أنّه ليس هناك قرار بوقف إطلاق الصواريخ، وإذا كان هناك خفض في إطلاقها، فهذا أمر تكتيكي غير مرتبط بأيّ قرار سياسي.
على صعيد آخر، أثار إعلان مصادر طبيّة في مدينة العريش المصرية، مساء أوّل من أمس، عن استشهاد 4 فلسطينيّين من الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفيات المصرية في سيناء لتلقي العلاج، غضب الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية.
واتهم مصدر مسؤول في وزارة الصحّة في حكومة هنية، مصر بالتعامل مع ملف جرحى المحرقة الإسرائيلية بـ«عقلية أمنية بحتة». وأعلن في بيان أنّ وزارته ستدرس تعليق تنسيق إرسال المصابين إلى مصر بغرض العلاج، بسبب «الاستخفاف بجراح شعبنا المحاصر وآلامه وجهاده المبارك».
وأضاف المصدر الرسمي نفسه: «كان من المتفق عليه مع السلطات المصريّة أن يُنقل الجرحى إلى القاهرة للحصول على فرص أكثر تقدماً للعلاج ممّا هو موجود ومتوافر في غزة، سواء في القاهرة أو غيرها من العواصم العربيّة وألّا يُعالجوا في مستشفى العريش ذي الإمكانات المحدودة للغاية. غير أنّه، للأسف الشديد، حُجِز معظم المرضى في مستشفى العريش الحكومي، ولم يسمح إلّا لعدد قليل باستكمال الرحلة الى القاهرة». وأضاف، نقلاً عن مصادر طبية في مستشفى العريش، أنّ «لديهم أوامر بعدم فتح غرف العمليّات لأيّ إجراء جراحي رغم وصول الكثير من الطواقم الطبيّة المتطوّعة المتميّزة لعلاج المصابين. غير أنّ هذه الطواقم مُنعت من ذلك، مع الإشارة إلى أنّ بعض رجال الأمن في المعبر فتشوا المرضى وفحصوهم طبياً».
إلى ذلك، رفضت «حماس» إعلان الرئيس محمود عباس استعداده للتوصل إلى اتفاق تهدئة متبادلة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وأعلن المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، استهجان الحركة الإسلاميّة لتلك الدعوة، وخصوصاً أنّها تأتي «وسط المجازر الإسرائيليّة الكبيرة في قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّ هذه الدعوة تساوي بين «الجلّاد والضحيّة».
وأضاف أبو زهري أن «دعوة عباس بخصوص التهدئة هي دعوة غير متوازنة، لأنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرّض لمجزرة حقيقيّة ضدّ المدنيّين، اعترف بارتكابها الاحتلال نفسه، وبالتالي على عباس أن يقول لنا هل الاحتلال جاهز لوقف عدوانه أم لا؟».