تصاعدت وتيرة الهجمات الانتحارية في باكستان في الآونة الأخيرة، كان آخرها أمس عبارة عن تفجير مزدوج استهدف الكلية الحربية البحرية، وذهب ضحيته أربعة أشخاص على الأقل، بالتزامن مع زيارة رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مايك مولن إلى إسلام آباد.وهذه هي الزيارة الثانية لمولن في غضون شهر، وهي تعبّر عن القلق المتزايد في واشنطن من تنامي نفوذ «القاعدة» و«طالبان» في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان.
واجتمع الجنرال الأميركي مع الرئيس الباكستاني برويز مشرّف في مقرّه في روالبندي، وبحثا في مكافحة الإرهاب و«الوضع الأمني الإقليمي، والإجراءات التي اتُّخذت لمعالجة هذا الوضع»، قبل أن يلتقي قائد الجيش الباكستاني أشفاق برويز كياني. ولم تُعلن المواضيع التي تناولها الطرفان، إلّا أنّ مصادر أشارت إلى أنهما تباحثا في المساعدات والخطط العسكرية الأميركية التي تتضمن إرسال خبراء أميركيين في مكافحة الإرهاب إلى باكستان من أجل المساعدة على تدريب القوات الحكومية على الخطوط الأمامية في معاركها مع المتمرّدين في المناطق الحدودية مع
أفغانستان.
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد، إليزابيت كولتو، إن «محادثات مولن تأتي استكمالاً لتلك التي أجراها خلال زيارته الأخيرة إلى باكستان في مطلع شباط».
وفي وقائع التفجير الانتحاري المزدوج، أفادت مصادر أمنية بأنّ انتحاريَّين يقودان دراجتيهما الناريتين تقدّما إلى البوابة الرئيسية لكلية الحربية البحرية الباكستانية قبل أن يقتحماها ويفجّرا نفسيهما، ويقتلا أربعة أشخاص على الأقل، فضلاً عن عشرات الجرحى.
ويتوقع أن يزيد تصاعد العنف الضغوط على الأحزاب السياسية الموالية للغرب التي فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وقد دان رئيس حزب «الشعب» بالإنابة، آصف زرداري، المتوقع أن يقود حزبه الحكومة الجديدة، الانفجار ووصفه بأنه «غير إنساني وبربري وخسيس»، ودعا الباكستانيين إلى الوحدة أمام «التطرّف
والأصولية».
(أ ب، أ ف ب)