انطلقت التحضيرات الجديّة للقمّة العربيةالمرتقبة في دمشق الشهر الجاري، عبر اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب، يسبق اجتماعهم الرسمي اليوم،
من المقرّر أن يحدّد جدول أعمال القمّة المقبلة

عقد وزراء الخارجية العرب، أمس، اجتماعاً تشاورياً على هامش مأدبة عشاء أقامها لهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مقر الجامعة في القاهرة لمناقشة
تطورات الأوضاع في غزة وسبل حل الأزمة السياسية في لبنان.
ومن المقرّر أن يناقش وزراء الخارجية، على مدى يومين، عدداً من قضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية يتصدرها مشروع جدول أعمال
القمة العربية المقبلة ومتابعة التحضيرات للقمة العربية الاقتصادية والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما سينظر المجلس في مشاريع القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون في اجتماعهم، أمس، في شأن البنود الثمانية والعشرين المدرجة على جدول أعمال المجلس، ومنها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلى وتفعيل مبادرة السلام العربية ومتابعة تطورات القدس والاستيطان وجدار الفصل العنصري ودعم موازنة السلطة الفلسطينية والأمن المائي العربي وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة، وبند عن الجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان.
وشدد السفير السوري في القاهرة، يوسف الأحمد، بعد اجتماع المندوبين أمس، على أن «قمة دمشق ستكون قمة فلسطين بامتياز». وقال إن «ما يجري في الأراضي الفلسطينية يستدعي عقد أكثر من قمة عربية، لا قمة واحدة». وأضاف أن موضوع انعقاد القمة العربية في موعدها «غير قابل للنقاش ومنتهٍ».
وأكد الدبلوماسي السوري أن «مستوى الحضور في قمة دمشق لن يقل عن مستوى التمثيل في القمم العربية السابقة، وخاصة خلال السنوات الخمس الماضية». وفي السياق، شدد مسؤول سوري على رفض بلاده مناقشة تأجيل موعد القمة العربية إلا «في حال وجود إجماع عربي على هذا الأمر». وقال إن دمشق «مستاءة جداً» من «التحركات الإجهاضية» لانعقاد القمة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن المسؤول السوري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن «الأجواء سيئة للغاية في ما يتعلق بانعقاد القمة وضمان نجاحها». ونقل المسؤول السوري استغراب كبار المسؤولين في بلاده «مما يتسرب تباعاً عن محاولات لعقد قمم بديلة من قمة دمشق، أو اقتراحات لتأجيل القمة إلى موعد غير محدد».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في القاهرة، إن انعقاد القمة العربية «قائم في صلب ميثاق الجامعة العربية بأن تعقد في آذار من كل عام»، منوهاً بأن انتخاب الرئيس في لبنان قد يسهم «بشكل قوي» في تحقيق قمة فاعلة.
وأعرب أبو الغيط عن أمله أن يتحقق انتخاب الرئيس من البرلمان اللبناني في 11 آذار الجاري، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يفتح الطريق إلى قمة ناجحة مثلما نأمل». ونفى علمه بما تردد عن قمة عربية مصغرة استباقاً لقمة دمشق، مشيراً إلى أن وزراء الخارجية العرب سيتناقشون في ترتيبات القمة والتحضير لها وملف لبنان.
وأشار أبو الغيط إلى أن «عمرو موسى سيوضح نتائج اتصالاته الأخيرة في سوريا ولبنان لتنفيذ المبادرة العربية» حول الأزمة اللبنانية، معرباً عن أمله أن تعقد القمة في إطار يوفِّر لها النجاح «أي انتخاب رئيس من البرلمان اللبناني يوم 11 آذار الجاري».