رايس ترسل ولش إلى القاهرة وتعلن رفض التوسّط لوقف النارالقدس المحتلة، رام الله ــ الأخبار
لم يصمد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربط المفاوضات بالتهدئة في قطاع غزة أكثر من ساعتين. قرار أبطلته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي أعلنت أن الإسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على استئناف المحادثات، وهو ما أكّده المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.
وقالت رايس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، إنها سترسل مساعدها لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش قريباً إلى مصر للتباحث «حول الوضع في غزة»، مؤكدة أن واشنطن «لا تقوم بأي نوع من الوساطة» لإرساء وقف لإطلاق النار. وأضافت أن الوصول إلى هدنة ليس شرطاً لاستئناف المحادثات بشأن الدولة الفلسطينية.
وأضافت رايس «أبلغني الطرفان اعتزامهما استئناف المفاوضات وأنهما على اتصال مع بعضهما البعض بشأن كيفية تحقيق ذلك». ولم تذكر متى سيحين موعد الجولة المقبلة من المحادثات. وقالت إن «لجنة أميركية إسرائيلية فلسطينية مشتركة ستجتمع في الأسبوع المقبل لدراسة مدى تنفيذ الجانبين لالتزاماتهما في إطار خريطة الطريق».
وكانت رايس قد التقت رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، واجتمعت في القدس المحتلة مع المفاوضين الفلسطينيين الرئيسيين قبل أن تجري محادثات مع ليفني. ثم غادرت المنطقة متوجهة إلى بروكسل.
وكان عباس قد أكد في وقت سابق أن المفاوضات لا يمكن أن تستأنف من جديد قبل أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار. وشدّد، في الوقت نفسه، على إصرار السلطة الفلسطينية التوصل إلى اتفاق سلام مع الدولة العبرية خلال عام 2008، معتبراً أنه «لا بديل عن السلام والمفاوضات كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني وقيادته».
وقال عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المجري لاسلو شويوما في رام الله، «لقد علمتنا التجربة من هذا الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وما نتج عنه من صراع عربي ـ إسرائيلي، أن القوة والعنف والحروب لن تحل المشكلة وأنه لا بديل عن الحوار والتفاوض».
وأضاف «خيارنا الاستراتيجي هو المفاوضات، التي تقود إلى حل للدولتين حسب كل المبادرات والقرارات والمرجعيات الدولية»، مشدداً «على الإصرار على الوصول إلى اتفاق سلام خلال عام 2008، وليس لدينا بديل من السلام والمفاوضات».
وأشار عباس إلى «أن الممارسات الإسرائيلية سواء في غزة أو الضفة تتناقض ومفهوم المفاوضات». وقال إنه «لا يمكن تحت أي ذريعة تبرير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث يقتل المواطنون الأبرياء وبينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال». وأضاف عباس «رغم أهمية الدور الأميركي، إلا أننا نعتقد أن الأطراف الأخرى كاللجنة الرباعية ومنها الاتحاد الأوروبي مطلوب منها القيام بدور سياسي، إضافة إلى الدور الاقتصادي لأوروبا» مقدماً «شكر الشعب الفلسطيني لهذه المساعدات».
إلا أنه بعد اتصال بين عباس ورايس، تراجع الرئيس الفلسطيني عن شرط التهدئة والتفاوض.
وأصدر مكتب عباس بياناً، جاء فيه أن «رايس تبذل جهداً من أجل تعزيز الهدوء المتبادل». وأن نية عباس هي «استئناف عملية السلام والمفاوضات».
وقال البيان، الذي أصدره نبيل أبو ردينة، إن عباس «يثمن الجهود التي بذلتها الوزيرة الأميركية بهدف حماية عملية السلام والمفاوضات، وخصوصاً تفعيل الآلية الثلاثية بخصوص خريطة الطريق واجتماع اللجنة قريباً، وتثبيت التهدئة بشكل متبادل ومتزامن وبمساعدة جمهورية مصر».
إلى ذلك، كشف مسؤول فلسطيني أن عباس رفض اقتراحاً تقدمت به وزيرة الخارجية الأميركية بعقد لقاء خلال زيارتها الحالية للمنطقة يجمعهما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وقال المسؤول، الذي رفض كشف هويته، لـ«رويترز»، إن «عباس وافق على عقد لقاء بعد ثلاثة أسابيع مع أولمرت، لكن بعد أن تتضح نتائج الجهود الأميركية والمصرية لإنجاز تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبعد أن يكون العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة قد توقف».