أعاد فوز المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتونعلى منافسها باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية التمهيدية في تكساس وأوهايو ورود آيليند، إحياء آمال السيدة الأولى السابقة، فيما حسم جون ماكاين ترشيح
الحزب الجمهوري بعد انسحاب منافسه مايك هاكابي
واشنطن ـ محمد سعيد
حققت هيلاري كلينتون نصراً معنوياً على منافسها باراك أوباما في ولايات تكساس وأوهايو ورود آيلاند، إلا أنها لم تتفوق عليه بعدد المندوبين. وفور إعلان النتائج، قالت كلينتون إن «فصلاً جديداً بدأ في هذه الحملة التاريخية». وفي غمرة انتصارها، ألمحت هيلاري إلى احتمال الوصول لتسوية مع منافسها بحيث يترشح أوباما لمنصب نائب الرئيس. وردّاً على سؤال لشبكة «سي بي اس» التلفزيونية الأميركية عن هذه المسألة، أكّدت كلينتون «لعلنا نتّجه إلى مثل هذا الوضع». وأضافت «بالتأكيد علينا أن نتفق على سيكون الرئيس. أعتقد أن الناس في أوهايو قالوا بوضوح إنه يجب أن يكون أنا».
أما أوباما فأكد من جهته، أمام أنصاره في سان أنطونيو في تكساس، أنه «في طريقه لكسب تسمية» حزبه. وأضاف «مهما حصل هذا المساء، نحافظ عملياً على التقدم نفسه كما في الصباح بالنسبة للمندوبين، ونحن في طريقنا للفوز بترشيح» الحزب الديموقراطي.
وكانت كلينتون قد خسرت إحدى عشرة ولاية متتالية في مواجهة المرشح الأسود قبل فوزها أمس في ثلاث ولايات من أصل أربع. وفازت هيلاري بنحو 51 في المئة من أصوات الديموقراطيين في تكساس التي تحظى بـ 228 مندوباً، بينهم 35 مندوباً كبيراً، في مقابل 47 في المئة لأوباما. وأظهرت النتائج أن الفارق لمصلحة كلينتون أنجزته أصوات المقترعين من ذوي الأصول اللاتينية الذين يؤلّفون نحو 35 في المئة من إجمالي سكان الولاية.
وفازت المرشحة الديموقراطية أيضاً في أوهايو بنسبة 55 في المئة من أصوات الديموقراطيين في مقابل 43 في المئة لأوباما. وكذلك في «رود آيلاند» بنسبة 58 في المئة في مقابل 40 في المئة لمنافسها، الذي فاز بدوره بنسبة 60 في المئة مقابل 38 في فيرمونت.
ورأى المراقبون أن الهجوم الذي شنّته كلينتون ومسؤولو حملتها على أوباما بشأن ضبابية موقفه تجاه اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، قد أثر سلباً على مكانته الانتخابية في أوهايو وتكساس، المتضررتين من الاتفاقية.
لكن فوز كلينتون في هذه الولايات الثلاث ـــــ التي يبلغ مجموع عدد مندوبيها الملزمين بالتصويت للمرشحين بحسب نسبة الأصوات الشعبية 354 مندوباً ـــــ لا يضمن لها التقدم نظراً لهامش الفرق الواسع بينها وبين أوباما.
وأفاد موقع «ريل كلير بوليتيكس» الإلكتروني المستقل بأن عدد مندوبي هيلاري كلينتون ارتفع إلى 1447، في مقابل 1542 لأوباما، من أصل 2025 مندوباً مطلوباً للفوز بتسمية الحزب.
وجاء فوز كلينتون وسط تصاعد مخاوف زعماء بارزين في الحزب الديموقراطي من مغبة استمرار الانقسام حيال اختيار مرشح الرئاسة، في الوقت الذي يُظهر فيه المتنافسان إصراراً على مواصلة حملتهما في وجه مرشح جمهوري يزداد قوة يومياً.
وعلى الجبهة الجمهورية، انتهت انتخابات أمس بتتويج سيناتور أريزونا السابق جون ماكاين مرشحاً وحيداً للحزب بعد فوزه في الولايات الأربع، وتجاوزه عدد المندوبين المطلوبين لحسم التسمية (1191 مندوباً)، دون الحاجة إلى إجراء انتخابات في المؤتمر الوطني المقرر عقده في سانت لويس فى «إنديانابوليس» فى أيلول المقبل.
وأعلن منافسه الحاكم السابق لأركنساس مايك هاكابي، انسحابه من السباق فور إعلان النتائج، مؤكداً أنه اتصل بماكاين ووعده بـ «أنه وحملته سيدعمانه في العديد من المعارك التي سيتعين خوضها».
في المقابل، قال ماكاين بحماسة أمام مناصريه في تكساس، «نستطيع الإعلان بكل ثقة وحسّ كبير بالمسؤولية أنني سأكون المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة». وأضاف «المعركة تبدأ هذا المساء، وسيكون لها إيجابياتها وسلبياتها».
وتعهّد سيناتور أريزونا بأن تكون حملته المقبلة أكثر من «مناظرات مرهقة أو جدل عقيم من الماضي لا يتناول قلق الأميركيين على أمنهم»، واعداً «بمحاربة المتطرفين الإسلاميين» و«بذل كل ما في وسعه لتوحيد الحزب الجمهوري وتوحيد الولايات المتحدة قبل كل شيء».
وكان ماكاين قد حصل على تأييد الزعيم الإنجيلي المتطرف في تكساس جون هاجي، المعروف بتأييده لإسرائيل، وبكتاباته عن الشرق الأوسط التي يعلن فيها إيمانه بوقوع معركة يوم القيامة «أرماجدون» وحدوث صدام دموي بين الشرق والغرب قبل عودة المسيح الثاني.
وسرعان ما فتح ماكاين النار على الديموقراطيين، معتبراً أن «البلاد لا تتحمل» أياً من كلينتون وأوباما رئيساً.
في هذا الوقت، أعلنت المتحدثة باسم الرئيس الأميركي جورج بوش، دانيا بيرينو، أنه أعطى دعمه الكامل لماكاين، في حفل عشاء فخم في البيت الأبيض، استقبل خلاله المرشح الجمهوري استقبال رؤساء الدول.
ويتيح الانتصار الأخير لماكاين بدء التركيز على جمع التبرعات وترتيب أجندته وحملته الإعلامية التي سيواجه بها المرشحين الديموقراطيين، بالإضافة إلى العمل على استمالة ما بقي من الجمهوريين، ولا سيما المحافظين منهم الذين صوّتوا طوال الحملة لهاكابي.