جددّت طهران أمس رفضها لسياسة «شاهري العصي» في وجهها، معلنة وقف الحوار مع الدول الست (5+1)، خارج إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، فيما شكّكت الدول الغربية بتعاون إيران مع وكالة الطاقة.وقال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، «اعتباراً من الآن، سيكون الملف النووي فقط من صلاحية وكالة الطاقة»، واصفاً قرار العقوبات الصادر عن مجلس الأمن الدولي بأنّه «بلا قيمة أو أهمية».
وأضاف نجاد «انتهت المرحلة التي يمكن للبعض، من خارج وكالة (الطاقة)، أن يتحدثوا فيها عن الملف النووي»، رافضاً بذلك طلب كل من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، استئناف المفاوضات مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي.
وخاطب نجاد الدول الست بالقول «تعتقد أن في إمكانها استخدام قرار مجلس الأمن كعصا لحمل إيران على التفاوض معها، إلاّ أنّ الشعب الإيراني الذي رفض طوال السنوات الثلاثين الماضية الذين يشهرون العصي، سيقوم اليوم بالأمر نفسه».
وفي السياق نفسه، استبعد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكّي، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، فكرة إجراء مفاوضات جديدة حول برنامج بلاده النووي في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بحق طهران.
وقال متكّي، في جنيف حيث شارك في مؤتمر نزع السلاح واجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن «المفاوضات والأعمال المتناقضة بعدها ليست أمراً مناسباً. لذلك نعتقد أن أي مسعى للتفاوض ينبغي أن يحدّد أهدافه بوضوح مسبقاً».
في المقابل، شكّكت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الإجابات التي قدّمتها إيران على أسئلة وكالة الطاقة، بشأن برنامجها النووي. وقالت الدول الثلاث، في كلمة ألقاها سفير بريطانيا لدى وكالة الطاقة، سايمون سميث، «على قطاع واسع من القضايا التي طلبت فيها الوكالة توضيحات. كانت الإجابات أقل من كافية... وفي الخلاصة ترك تقرير (المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي) دولنا الثلاث وهي لا تساورها شكوك بأن ملف إيران في التعاون مع هذه المتطلبات ما زال بلا نهاية».
وكان البرادعي قد ذكر يوم الاثنين أن مفتشي الوكالة تمكنوا من توضيح كل القضايا عدا واحدة خاصة بالمخاوف من الانتشار النووي. وبقية القضايا «لم تعد قائمة».
في الوقت نفسه، دعت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي، طهران إلى التعاون الكامل مع وكالة الطاقة، وقال المندوب السلوفيني، أرنست بيتريتش، خلال اجتماع ممثلي الدول الـ35 الأعضاء في مجلس حكام الوكالة إن «الاتحاد الأوروبي قلق جداً من عجز الوكالة حتى الآن عن الجزم في طبيعة البرنامج النووي الإيراني، بالرغم من أربعة أعوام من الجهود الكثيفة».
إلى ذلك، اتهم وزير الخزانة الأميركي، هنري بولسون، مصارف إيرانية بالخداع. وقال إن الخزانة الأميركية تضغط على مصارف أجنبية لها تعاملات مع طهران من أجل احترام عقوبات الأمم المتحدة.