نفت إسرائيل أمس، أن تكون هناك مفاوضات جارية للتوصل إلى تهدئة مع حركة «حماس» في قطاع غزة بوساطة مصرية. وقال المستشار السياسي في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس جلعاد: «من الخطأ القول إن هناك مفاوضات بوساطة مصرية».وأوضح جلعاد، للإذاعة العامة: «لدينا اتصالات مع مصر للحفاظ على علاقات السلام الاستراتيجية وللعمل على أن تمنع تقوية هذا الكيان الإرهابي والمدمر الذي له تأثير على كل الشرق الأوسط». وتابع: «كلما تراجع تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة، تراجعت قدرة المجموعات المسلحة على إطلاق صواريخ على إسرائيل».
من جهته، حذر عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، يوفال شطايتنس، من التهدئة مع «حماس»، ورأى أن لذلك «عواقب خطيرة على إسرائيل، ولا سيما على الصعيد الأمني».
وشدد شطايتنس على أنه «في حال التوصل إلى وقف للنار مع حماس بحلول ستة أشهر أو عام أو حتى عامين، فإن الصواريخ البعيدة المدى ستظهر ولن تهدد فقط أشدود (شمال عسقلان على ساحل المتوسط)، بل أيضاً تل أبيب». وأضاف: «الأخطر أيضاً أن الإيرانيين الذين يعملون على إقامة مركز عسكري متقدم في غزة، سيحاولون استغلال الوضع لإدخال صواريخ أرض ـ جو تهدد تحليقات سلاح الجو التي تنطلق من مطارات النقب».
يُشار إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترى أن الحل لتهريب الأسلحة، لن يأتي من طريق عمليات الجيش في قطاع غزة، بل عبر العمل المصري، لذلك من المهم اتخاذ الإجراء الدبلوماسي بالتنسيق مع القاهرة. وصرحت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بأن الوضع عند الحدود قد تغير بشكلٍ مفاجئ، وبناءً عليه، يتطلب ذلك تغييراً في نظرة إسرائيل للحل المحتمل. وأضافت أنه «علينا أن نختار بين حماس ومصر، ونريد خلق واقع جديد من منطلق قوة».
وأكدت مصادر سياسية لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن مصر قررت العمل على كبح تعاظم «حماس» في غزة. وأشارت إلى أن التدخل المصري هو أحد أسباب امتناع المجلس الوزاري عن اتخاذ قرار بعملية واسعة في القطاع، وأن هذا الأمر أوجد أفقاً سياسياً على الأقل في ما يتعلق بمشكلة تهريب الأسلحة من محور فيلادلفي.
كما ذكر موقع «يديعوت» أنه يوجد توجه في الأسابيع المقبلة بزيادة اللقاءات بين إسرائيل ومصر. وتتبنى وزارة الخارجية فكرة إيجاد رزمة شاملة لحل عمليات التهريب على الحدود. وتدرس وزارة الخارجية في هذا السياق خيار السماح لمصر بإدخال 750 جندياً إلى الجانب المصري من معبر رفح، فيما تعارض وزارة الدفاع هذا المسار. ولم يتبلور حتى الآن الموقف الإسرائيلي نهائياً.
وأشار مصدر سياسي إسرائيلي إلى أن الأفضل السماح لمصر بأن تكون مفتاحاً ضمن مساعي محاولة إيجاد حل. وأضاف أنه إذا لم يتحقق ذلك «فسيكون دائماً من الممكن العودة للعملية العسكرية الواسعة».