سجّل سعر برميل النفط الأميركي رقماً قياسياً جديداً أمس، ناهز 106 دولارات، بسبب هبوط مفاجئ في عرض الخام الأميركي، تزامن مع هبوط قياسي لسعر صرف الدولار أمام اليورو.وما دفع أيضاً إلى هذا المستجدّ، قرار منظّمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك»، الإبقاء على إنتاجها عند المستوى المحدّد، إضافة إلى الأزمة الأمنيّة والسياسيّة بين كولومبيا، والإكوادور وفنزويلا، وهذه البلدان الثلاثة هي منتجة للنفط. وعزا بعض المراقبين وصول سعر النفط إلى هذا الحدّ القياسي المطلق، إلى الانفجار الخفيف الذي استهدف مركز تجنيد عسكري في ساحة «تايمز» في وسط نيويورك، حيث المراكز الماليّة الضخمة.
العامل الأساسي المسبّب لارتفاع سعر النفط، بحسب المتخصّص في شؤون الطاقة في شركة «بورفين» فيكتور شوم، هو «الهبوط المفاجئ في مخزون الخام (الأميركي) الذي دفع المضاربين إلى ردّة فعل دراماتيكيّة» بسبب المخاوف من انقباض حجم المخزون أكثر من ذلك.
وكان معظم المحلّلين يتوقّع أن يقوم القسم المتخصّص في معلومات الطاقة في وزارة الطاقة الأميركيّة بالإفصاح عن أنّ مخزونات النفط قد زادت الأسبوع الماضي، للمرّة الثامنة عل التوالي، إلّا أنّ تلك المخزونات قد انخفضت 3.1 ملايين برميل. وأوضح شوم أنّ «أسس أسواق النفط تدعم أسعاراً مرتفعة، ولكن ليس عند هذا المستوى، أكثر من 100 دولار (للبرميل). أتوقّع أن الحصول على بعض الأرباح سيضع حدّاً لهذا الارتفاع الحاد في الأسعار».
في هذا الوقت، سجّل سعر صرف الدولار أدنى مستوياته أمام اليورو، حيث سجّلت العملة الأوروبيّة 1.537 دولاراً، بعدما لم يغيّر المصرف المركزي الأوروبي ومصرف إنكلترا، سعر الفائدة.
كذلك، فقد اخترق الجنيه الإسترليني حاجز الدولارين مرّة جديدة. وفي هذا الصدد، قال المحلّل في الشركة الماليّة «سي أم سي ماركيتس»، جايمس هيوز، إنّ «الضغوطات التضخّمية تبقى اهتماماً أساسياً للمصرف المركزي البريطاني، ولكنّ التوقّعات مكملة بالإفادة بأنّه سيكون هناك خفض للفائدة بنسبة ربع نقطة خلال الربع الثاني من العام الجاري».
وحذّر اتحاد التجارة الأوروبيّة من أنّ «التحسّن المستمرّ في سعر صرف اليورو أصبح مقلقاً... فيورو مرتفع القيمة سيكلّف الاتحاد الأوروبي فقدان وظائف، ويؤدّي إلى العوامل الأخرى المقيّدة للنمو نفسها، مثل أزمة الرهانات العقاريّة وتقلّص الاعتمادات، والكساد الأميركي وانتهاء فقاعة البناء في العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي».
كذلك، عبّر قطاع الأعمال في أوروبا عن تأثّره بالتطوّر، وقال رئيس مجموعة التوظيف الأوروبيّة «بيزنيس يوروب»، إرنست سيللير، «عندما تخطّى اليورو 1.40 دولاراً، قلنا إنّنا نشعر بالألم. وعندما ارتفع فوق 1.50 دولاراً أصبح الأمر مقلقاً جداً».