سارعت دول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلى إدانة العملية الفدائية في القدس الغربية المحتلة أول من أمس، فيما أفشلت ليبيا دعوة أميركية ـ إسرائيلية لاستصدار بيان إدانة من مجلس الأمن الدولي بعد ساعات قليلة على حصولها.وقال الرئيس الأميركي جورج بوش، في بيان: «تحدثت للتو مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت لأُقدِّم تعازيَّ الصادقة للضحايا وعائلاتهم ولشعب إسرائيل. قلت له إن الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب إسرائيل في وجه هذا الهجوم المروع». وأضاف أن «هذا الهجوم الوحشي والدنيء على مدنيين أبرياء يستوجب إدانة جميع الدول».
وأدان المرشحان الديموقراطيان للانتخابات الرئاسية: باراك أوباما، وهيلاري كلينتون الهجوم، الذي قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إنه استهدف «في الصميم عملية السلام». وأضاف أن «طريقة الردّ على رجال العنف هؤلاء هي التحرك قدماً في عملية السلام بالسرعة الممكنة». وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن «أسفها» للهجوم، الذي وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه «اعتداء جبان ووحشيكما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كمال الدين إحسان أوغلو، الهجوم، مشيراً إلى أن المنظمة ضد أي عمل يستهدف مدنيين. وأعرب عن أمله أن تفتح إدانة المؤتمر أعين العالم على الجرائم في قطاع غزة.
وفي مجلس الأمن الدولي، اشترطت ليبيا، خلال اجتماع طارئ للمجلس، مناقشة مشروع القرار الذي تقدمت به بعثتها، والذي يدين بشدة إسرائيل «لقتلها مدنيين أبرياء، بمن فيهم أطفال» في قطاع غزة، لإمرار إدانة هجوم القدس، ما حال دون صدور البيانين.
وقال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد: «لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، لأن الوفد الليبي، بدعم من بعثتين أخريين، لم يرغب في إدانة الهجوم بحد ذاته».
وانتقد مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، دان غيلرمان، ليبيا بشدة، ووصفها بأنها «دولة إرهابية». وقال إن «هذا ما يحدث مع الأسف عندما يخترق إرهابيون مجلس الأمن». وأضاف أن ذلك «لا يثير تساؤلات عن شرعية وجود دولة كهذه في مجلس الأمن فقط، بل عن عضويتها في الأمم المتحدة».
ورد نائب رئيس البعثة الليبية في الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، قائلاً: «لسنا بحاجة إلى شهادة حسن سلوك من النظام الإرهابي الاسرائيلي أو ممثليه هنا». وأوضح أن أربعاً أو خمس دول أعضاء، بما فيها ليبيا، تصر على «تحرك متوازن يدين القتل في غزة والقتل في القدس».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)